نشر موقع 'خط الشهيد'، المعروف بمعارضته لجبهة البوليساريو، تحليلا مطولا بمناسبة مرور نصف قرن على بداية نزاع الصحراء الغربية، اتهم فيه قيادة الرابوني بـ'الفساد واستغلال معاناة اللاجئين'، معتبرا أن حل الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب يبقى الخيار الوحيد القابل للتنفيذ.

وأوضح المصدر أن المغرب تمكن خلال الخمسين عاما الماضية من بسط سيطرته على الصحراء وتطوير بنيتها التحتية بشكل جذري، عبر إنشاء مستشفيات جامعية ومعاهد وطرق حديثة غيرت وجه المنطقة. وفي المقابل، وفقا لما أورده المصدر ذاته، تراوح قيادة البوليساريو مكانها وتؤجل مؤتمراتها بهدف وحيد هو بقاء قيادتها في السلطة لسنوات إضافية.

وأكد التحليل أن المغرب نجح في كسب تأييد دول كبرى ومؤثرة لمقترحه للحكم الذاتي، بينما بدأت قيادة الجبهة تفقد مصداقيتها حتى لدى أصدقائها، وشهدت تراجعا كبيرا في عدد الدول التي تعترف بها. وأشار الموقع إلى أن الممثل الخاص للأمم المتحدة سبق وأن أكد صعوبة الوضع وعدم وجود حل في الأفق سوى التقسيم أو الحكم الذاتي، وهما خياران يتطلبان موافقة أطراف النزاع.

وتابع الموقع في تحليله أن خيار التقسيم، ورغم أنه قد يخدم أجندات الجزائر وقيادة البوليساريو، إلا أن المغرب لن يوافق عليه بعد نصف قرن من الاستثمار والبناء في الإقليم. وأضاف المقال أن سكان المخيمات أنفسهم باتوا يرغبون في حل الحكم الذاتي لإنهاء معاناتهم، لكنهم ينتظرون موافقة الجزائر التي خسرت المليارات في هذا الصراع، حسب وصف المصدر.

وسلط المقال الضوء على التكلفة البشرية الباهظة للنزاع، مشيرا إلى أنه خلف آلاف القتلى من موريتانيا وجبهة البوليساريو والجيش المغربي، بالإضافة إلى آلاف الأسرى والمختطفين، فضلا عن كونه العقبة الكبرى أمام تحقيق حلم المغرب العربي.

واعتبر الموقع أن جلسة مجلس الأمن المرتقبة نهاية الشهر الجاري لمناقشة تجديد ولاية بعثة 'المينورسو' تأتي في ظل تضاؤل أهمية البعثة، خاصة بعد إعلان البوليساريو تخليها عن وقف إطلاق النار واعتراف الأمم المتحدة باستحالة إجراء الاستفتاء. وتساءل المقال في ختامه عما إذا كان مجلس الأمن سيفرض الحكم الذاتي كحل نهائي، أم أن مصالح الدول الكبرى ستبقي النزاع يراوح مكانه.