متابعات – نبض السودان

الأزهر الشريف يوضح أسباب حذف بيانه عن غزة: حماية للمفاوضات وحقنًا للدماء

أصدر المركز الإعلامي لمشيخة الأزهر الشريف بيانًا رسميًا للرد على الجدل المتصاعد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن حذف بيان سابق حول الأوضاع في قطاع غزة، والذي تم تداوله على نطاق واسع قبل أن يُسحب بعد دقائق من نشره.

حذف بيان غزة.. قرار مدروس ومسؤول

قال الأزهر في بيانه الجديد إن قرار حذف البيان السابق جاء عن وعي كامل بمسؤولية الأزهر الدينية والأخلاقية أمام الله سبحانه وتعالى تجاه قضايا الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن البيان المحذوف كان يحمل في طياته مواقف مبدئية داعمة لأهل غزة، لكنه قد يُفهم أو يُوظف بطريقة قد تعرقل المفاوضات الجارية.

وأوضح الأزهر أنه آثر سحب البيان 'بكل شجاعة ومسؤولية' بعد إدراكه أن التوقيت قد يؤثر سلبًا على الجهود الدبلوماسية المبذولة حاليًا لإقرار هدنة إنسانية في غزة، تسعى لإنقاذ حياة المدنيين الذين يُذبحون يوميًا في ظل الحصار والعدوان المتواصل.

موقف الأزهر من القضية الفلسطينية ثابت

شدد البيان على أن موقف الأزهر الشريف من القضية الفلسطينية لم يتغير، ولا يمكن أن يتغير، مؤكدًا أن دعم الشعب الفلسطيني 'واجب شرعي وأخلاقي' لا يقبل المساومة، وأن الأزهر سيظل مناصرًا لغزة وأهلها بكل ما أوتي من قوة، في كل المحافل والمناسبات.

وأضاف البيان أن ما دفع إلى الحذف هو الخشية من أن يُتخذ البيان ذريعة لتعطيل المفاوضات أو استخدامها كورقة للمساومة من الأطراف المعنية بالصراع، ما قد يفاقم معاناة الأبرياء في قطاع غزة.

دعاء لأهل غزة ومناشدة للضمير العالمي

اختتم الأزهر بيانه بالدعاء لأهالي غزة بالصبر والثبات، وجاء فيه: 'ندعو الله -عز وجل- أن يُنزل على أهل غزة مزيدًا من الصبر والصمود والسكينة، وأن يحرسهم بعينه التي لا تنام، إنه وليّ ذلك والقادر عليه'.

كما ناشد البيان المجتمع الدولي وكل أصحاب الضمير الإنساني، لبذل أقصى الجهود الممكنة من أجل إنهاء شلال الدماء، ورفع الحصار، وتوفير أبسط مقومات الحياة للشعب الفلسطيني المظلوم.

الجدل عبر مواقع التواصل.. هل كان البيان صريحًا أكثر من اللازم؟

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا بعد حذف البيان الأصلي، حيث تساءل كثيرون عن سبب التراجع، وتكهن البعض بأن البيان ربما تضمن عبارات قوية أو انتقادات مباشرة لأطراف بعينها، مما دفع الجهات الرسمية لسحبه خشية إرباك المشهد السياسي أو تعقيد المحادثات الإقليمية والدولية.

لكن الرد الرسمي من الأزهر حسم هذه التكهنات، مؤكدًا أن 'مصلحة حقن الدماء' هي الدافع الأول والأخير وراء قرار الحذف.