يتوجه ملايين الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع اليوم الثلاثاء للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة لعام 2024، ضمن نظام انتخابى يعد فريدا من نوعه، بل ومن أعقد النظم الانتخابية فى العالم رغم سهولته الظاهرية، حيث تتنافس المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس مع الجمهوري دونالد ترامب في سباق محتدم.

ويحق لـ 230 مليون مواطن أميركي التصويت، إلا أن حوالي 160 مليوناً فقط منهم مسجلون. ورغم ذلك، تتيح قرابة نصف الولايات الأميركية إمكانية التسجيل في يوم الانتخاب، فيما يمكن لسكان ولاية داكوتا الشمالية التصويت دون الحاجة للتسجيل المسبق.

وقد أدلى أكثر من 70 مليون شخص بأصواتهم بالفعل عبر البريد أو من خلال التصويت المبكر. وبجانب الانتخابات الرئاسية، سيختار الناخبون 34 من أعضاء مجلس الشيوخ (من أصل 100)، وجميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435. كما ستجرى انتخابات لاختيار حكام 11 ولاية ومنطقتين (بورتوريكو وساموا الأميركية).

تمتد الولايات المتحدة على 6 مناطق زمنية؛ وبحسب توقيت الساحل الشرقي، يبدأ التصويت من الساعة 5 صباحًا (10:00 بتوقيت غرينتش) يوم الثلاثاء ويستمر حتى الساعة 1 صباحًا (06:00 بتوقيت غرينتش) يوم الأربعاء.

وتتسم الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة بنظام معقد وفريد يشمل عدة مراحل وخطوات لضمان انتخاب رئيس الدولة ونائبه، وتُجرى هذه الانتخابات كل أربع سنوات، يختار الشعب الأمريكي من خلالها الرئيس الذي سيتولى قيادة البلاد لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد لفترة ثانية.  وتتضمن هذه العملية عدة جوانب أساسية، بدءًا من الانتخابات التمهيدية في كل حزب وصولاً إلى عملية التصويت الشعبي ومجمع الناخبين.

الانتخابات التمهيدية

تبدأ عملية الانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل نحو عامين من موعد الانتخابات، حيث تعلن الشخصيات الراغبة في الترشح للرئاسة عن نيتها وتبدأ في جمع التبرعات وحشد الدعم السياسي. يُجري الحزبان الرئيسيان، الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي، انتخابات تمهيدية في الولايات المختلفة لاختيار مرشحهم النهائي. وتكون هذه الانتخابات إما على شكل انتخابات حزبية  أو انتخابات أولية ، ويتفاوت النظام بين الولايات.

بعد انتهاء الانتخابات التمهيدية، يعقد كل حزب مؤتمراً وطنياً لاختيار مرشحه الرسمي للرئاسة ونائب الرئيس. في هذا المؤتمر، يعلن الحزب رسميًا عن المرشح الذي سيخوض الانتخابات النهائية، ويتم عادةً اختيار نائب الرئيس في هذه المرحلة. وتعد هذه المؤتمرات بمثابة فرصة للمرشحين لتقديم خططهم وبرامجهم الانتخابية وكسب تأييد الناخبين.

الحملة الانتخابية

بعد انتهاء المؤتمرات الوطنية، تبدأ الحملات الانتخابية بجدية، حيث يقوم المرشحان الرئيسيان بجولات واسعة في الولايات الأمريكية وعقد لقاءات ومؤتمرات صحفية لإيصال رسائلهم الانتخابية إلى الناخبين. وتلعب المناظرات التلفزيونية بين المرشحين دورًا حاسمًا في هذه المرحلة، حيث تتيح للجمهور فرصة المقارنة بينهما من حيث الرؤية والخطط والسياسات المقترحة.

يتم تحديد يوم الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر كموعد للانتخابات، حيث يذهب المواطنون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم. ورغم أن هذه الأصوات تُحسب ويُعلن عن نتائجها، إلا أن النظام الأمريكي يعتمد على ما يعرف بـ'مجمع الناخبين' أو 'الهيئة الانتخابية'، وليس فقط التصويت الشعبي المباشر.

المجمع الانتخابي

يعد 'مجمع الناخبين' الجزء الأكثر تميزًا في النظام الانتخابي الأمريكي. فكل ولاية لديها عدد من الناخبين الانتخابيين يساوي مجموع عدد ممثليها في مجلس النواب والشيوخ. وبذلك يكون إجمالي أعضاء المجمع الانتخابي 538 عضوًا، ويحتاج المرشح للحصول على 270 صوتًا من هذا المجمع للفوز بالرئاسة. وتطبق معظم الولايات نظام 'الفائز يأخذ الكل'، حيث يمنح جميع أصوات المجمع الانتخابي للمرشح الفائز بأغلبية الأصوات في تلك الولاية.

بعد فرز الأصوات من قبل المجمع الانتخابي، يُعلن عن الفائز بالانتخابات رسميًا. وفي حال تعادل الأصوات، يتم تحويل القرار إلى مجلس النواب لاختيار الرئيس. وعادةً ما يتم إعلان النتائج في منتصف ديسمبر، بينما يتم تنصيب الرئيس المنتخب في 20 يناير من العام التالي، وهو اليوم الذي يؤدي فيه اليمين الدستورية ويبدأ رسميًا فترته الرئاسية.

يهدف نظام المجمع الانتخابي إلى تحقيق توازن بين الولايات الكبيرة والصغيرة في التأثير على نتائج الانتخابات. ومع ذلك، فإن هذا النظام يواجه انتقادات، حيث يمكن أن يفوز المرشح بالرئاسة حتى لو خسر التصويت الشعبي الوطني، إذا حصل على الأغلبية في المجمع الانتخابي وهي النقطة جدلاً واسعًا حول مدى فعالية هذا النظام وعدالته.