متابعات- نبض السودان

أكد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن الأزمة الراهنة بين السودان والإمارات تُعد 'موضوعًا صعبًا وشائكًا'، مشيرًا إلى أنها قد لا تؤثر على مجمل أعمال الجامعة العربية، إلا أنها تُلقي بظلالها على مناقشات الأزمة السودانية، خاصة في ظل تباين المواقف بين الدول الأعضاء

الخلافات تُعقّد مسار مناقشات الجامعة حول السودان

وأوضح زكي، في تصريحات نشرتها صحيفة 'الشرق الأوسط'، أن هناك جهودًا تُبذل على المستويين العربي الثنائي، ومستوى الجامعة العربية، لرأب الصدع بين السودان والإمارات، غير أن هذه الجهود 'لم تصادف النجاح المطلوب حتى الآن'، مشددًا في الوقت نفسه على أهمية عدم المساس بمصالح أي من الطرفين أثناء أي وساطة

جهود عربية متعثرة للتهدئة دون المساس بمصالح الطرفين

وأشار زكي إلى أن هذه الجهود تُبذل بحذر لتجنب افتئات أي طرف على مصالح الطرف الآخر، وهو ما يزيد من تعقيد مهمة الوساطة، مؤكدًا أن الفجوة لا تزال قائمة رغم تعدد المبادرات والوساطات المطروحة

الجامعة تؤكد دعمها الكامل للسودان وشعبه

من جانب آخر، جدّد مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى المندوبين الدائمين، تضامنه الكامل مع السودان والشعب السوداني الشقيق، مؤكدًا دعمه لمساعي السودان الرامية لتأمين مقدراته وحماية أراضيه والحفاظ على بنيته التحتية الحيوية

السودان وأمنه جزء من منظومة الأمن القومي العربي

شدد المجلس في بيانه على أن 'أمن السودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي'، لافتًا إلى أن الجامعة العربية ستظل منصة فاعلة للدفاع عن وحدة الدول العربية الأعضاء وسلامتها واستقرارها في وجه التحديات المختلفة

الجامعة العربية تهيب بالدول لدعم السودان إنسانيًا وتنمويًا

ودعا المجلس الدول والمنظمات العربية كافة إلى تقديم الدعم الإنساني العاجل للسودان، وإعادة تأهيل المرافق المتضررة، وذلك في إطار تعزيز صمود السودان في وجه التهديدات التي تطاله، وتخفيف المعاناة عن شعبه الذي يواجه أوضاعًا إنسانية كارثية

دعوات لزيادة الاستجابة الإنسانية وتخفيف الأعباء عن السودانيين

كما ناشد المجلس بزيادة حجم الاستجابة الإنسانية المُقدّمة للسودان، مؤكداً أن الدعم العربي يجب أن يكون أوسع وأسرع وأكثر تنسيقًا، في ظل ما وصفه بـ'الآثار الكارثية' التي يعيشها الشعب السوداني منذ اندلاع الأزمة

الجامعة تبقي الباب مفتوحًا لأي مبادرة تُعيد التوازن في العلاقات

ورغم الإقرار بصعوبة الوضع، فإن الجامعة العربية لا تزال تأمل في فرص تقارب مستقبلي بين السودان والإمارات، معتبرة أن التفاهم بين البلدين من شأنه أن يُعيد التوازن الإقليمي، ويُسهم في تسهيل حل الأزمة السودانية الشاملة

استمرار الأزمة يُهدد وحدة الموقف العربي في ملف السودان

ويخشى مراقبون أن يؤدي استمرار التوتر إلى إضعاف وحدة الموقف العربي إزاء الأزمة في السودان، الأمر الذي قد يُعقد جهود الحل السلمي، ويُضعف الدور العربي في رسم مستقبل البلاد بعد انتهاء النزاع

الأطراف العربية مدعوة للتدخل البناء قبل فوات الأوان

في ظل هذا المشهد المعقّد، يرى محللون أن على الأطراف العربية تكثيف جهودها الدبلوماسية، وتجاوز الحسابات الضيقة، بما يحفظ وحدة السودان، ويمنع الانزلاق نحو مزيد من التوتر بين الدول العربية ذات العلاقة الوثيقة بالأزمة