لكل شهر علاقته الخاصة مع الجواهر والأحجار الكريمة، إلا أن شهر يونيو يتميّز عن سواه بثرائه وتعدّده. فهو من الشهور النادرة التي ترتبط بثلاث جواهر مميزة: اللؤلؤ، والألكسندريت، وحجر القمر. وبين وهج اللؤلؤ الطبيعي، وغموض الألكسندريت المتقلّب الألوان، وسحر التوهّج الحالم لحجر القمر، يُمنح مواليد يونيو فرصة فريدة لاختيار جوهرة تعكس شخصيتهم وذوقهم، سواء كان كلاسيكياً أو عصرياً، ناعماً أو درامياً.

اللؤلؤ جوهرة من أعماق البحر

على عكس باقي الأحجار الكريمة، لا يأتي اللؤلؤ من أعماق الأرض بل من قلب كائن حيّ. تنتج الرخويات اللؤلؤ حين تحيط جسماً دخيلاً، كحبة رمل، بطبقات من كربونات الكالسيوم، لتنتج في النهاية هذه الجوهرة ذات البريق الناعم والأنوثة الطاغية. يُعتبر اللؤلؤ رمزاً للندرة والرقي، خاصة النوع الطبيعي الذي يتكوّن في بيئته البحرية من دون أي تدخّل بشري، فيما تشكل اللآلئ المستزرعة الغالبية اليوم. يتنوّع لونه من الأبيض الكلاسيكي إلى درجات الأسود، الزهري، أو الذهبي، ويُعرف بحساسيته للعوامل الخارجية، مما يجعله يتطلّب عناية خاصة.

الألكسندريت حجر التحوّل والدهشة

ينتمي الألكسندريت إلى فئة الأحجار النادرة والاستثنائية. ما يجعله مميزاً هو قدرته العجيبة على تغيير لونه حسب الإضاءة: في ضوء النهار يبدو بلون أخضر مزرق، أما تحت الإضاءة المصطنعة فيتحوّل إلى لون أرجواني مائل إلى الحمرة، وكأنه يعكس ازدواجية الليل والنهار في حجر واحد. هذا التحوّل البصري ناتج عن تركيبة كيميائية نادرة تتضمن الكروم، ويُعد من الأحجار الأكثر ندرة وقيمة. كما أن صلابته المرتفعة تجعله مناسباً للاستخدام اليومي، في حين تظل نسخته الأصلية ذات الألوان النقية الأعلى سعراً.

حجر القمر توهج أنثوي مستوحى من ضوء الليل

يحمل حجر القمر اسمه من وهجه الذي يُشبه انعكاس ضوء القمر على سطح الماء. يتكوّن من طبقات مجهرية تعكس الضوء لتنتج توهجاً حريرياً يُعرف بتأثير 'الأدولاريسانس'. وتتنوّع ألوانه بين الأزرق الشفاف، والأصفر، والرمادي، والزهري، وحتى الأخضر. أجمل أنواع هذا الحجر تلك التي تظهر بلون أزرق على خلفية شفافة، وهي نادرة جداً اليوم. أما الأنواع ذات الألوان الدافئة فهي أكثر وفرة وتناسب من يبحث عن لمسة حالمة في مجوهراته. غير أن قساوته المتوسطة تجعله أكثر هشاشة من غيره، لذا يُفضل استخدامه في القلائد أو الأقراط بدلاً من الخواتم.