اخبار المغرب
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٥
مباشر- وجه فابريسيو بلويسي، رئيس شركة 'بروسوس' (Prosus) العالمية، انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن القيود الصارمة التي تفرضها سلطات مكافحة الاحتكار في بروكسل تعيق خطة المجموعة لاستثمار ما يصل إلى 15 مليار دولار في القارة العجوز.
وجاء هذا التحذير بعد أن أجبرت المفوضية الأوروبية الشركة على التنازل عن حصتها البالغة 27% في شركة 'ديليفري هيرو' (Delivery Hero) كشرط للموافقة على الاستحواذ على شركة 'جست إيت تيك أواي' (Just Eat Takeaway) مقابل 4.1 مليار يورو وفق فينانشال تايمز.
وأوضح بلويسي أن هدف المجموعة كان إنشاء كيان تكنولوجي أوروبي عملاق بقيمة 100 مليار دولار، لكن التوصيات الأوروبية الحالية تدفع المستثمرين نحو 'التخارج' بدلاً من ضخ السيولة.
وتعكس تصريحات رئيس 'بروسوس' حالة من الغضب المتنامي بين كبرى الشركات الأوروبية، مثل 'تليفونيكا' و'دويتشه تليكوم'، التي تطالب بروكسل بتخفيف قواعد الاندماج لمواجهة التغول التكنولوجي الأمريكي والصيني.
ويرى بلويسي أن العقلية الأوروبية السائدة تركز على التنافس الداخلي المحدود بدلاً من بناء 'شركات رائدة' قادرة على المنافسة عالمياً.
ويأتي هذا الصدام في وقت حساس تشهد فيه السياسات الدولية تحولات جذرية، خاصة مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتوجهاته الحمائية التي تضغط على الاقتصادات العالمية لتعزيز قدراتها التنافسية الذاتية، وهو ما تفتقر إليه أوروبا حالياً بسبب قيودها التنظيمية.
تجاهل تقرير 'دراجي' وتهديد السيادة التكنولوجية
أشار بلويسي إلى أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يتجاهلون توصيات التقرير الاستراتيجي الذي قدمه ماريو دراجي في عام 2024 حول القدرة التنافسية، والذي حذر من أن تقاعس بروكسل يهدد السيادة الأوروبية والنمو الاقتصادي. فرغم الدعوات لإنشاء 'رواد محليين'، لم يتم تنفيذ سوى 11.2% من أفكار دراجي، مما جعل أوروبا تمتلك عدداً محدوداً جداً من الشركات ضمن قائمة أفضل 50 شركة تقنية في العالم.
وحذر رئيس 'بروسوس' من أنه إذا لم تتغير هذه العقلية، فإن القارة ستصبح 'غير ذات صلة' من الناحية التكنولوجية، مما يترك الساحة مفتوحة تماماً للمنافسين الأمريكيين المدعومين بسياسات اقتصادية قوية.
وفي المقابل، تدافع المفوضية الأوروبية عن موقفها مؤكدة أن استحواذ 'بروسوس' بشكلها الأصلي كان سيقلل من حوافز المنافسة ويؤدي لارتفاع الأسعار على المستهلكين في أسواق حيوية مثل إسبانيا وبولندا وإيطاليا.
ومع ذلك، أعلنت المفوضية أنها بصدد مراجعة المبادئ التوجيهية للاندماج استجابةً لضغوط تقرير دراجي والاتجاهات الاقتصادية الجديدة. وتظل الأسواق تترقب كيف سيتعامل الاتحاد الأوروبي مع هذه الضغوط، خاصة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قد تفرض تحديات تجارية إضافية تتطلب من أوروبا مرونة أكبر في بناء تحالفات اقتصادية وتكنولوجية ضخمة لضمان استقرارها الاقتصادي.



































