اخبار السودان
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٩ حزيران ٢٠٢٥
حولت قوات الدعم السريع الصراع في السودان إلى مواجهة جوية عبر سلسلة هجمات دقيقة بطائرات مسيرة، مستهدفة مواقع حيوية في بورتسودان وكوستي والخرطوم ومروي.
وهذه التطورات تشير إلى مرحلة جديدة من الحرب قد تطيل أمدها لسنوات، ويرى مراقبون أن الهجمات الأخيرة التي نفذتها قوات الدعم السريع بالطائرات المسيرة تكشف عن أبعاد متعددة، أبرزها 'محاولة فرض واقع جديد في مسار الحرب عبر السيطرة على الأجواء، وتعزيز نفوذها في مواجهة الجيش السوداني والسلطة القائمة في بورتسودان'.
وبينما يفسرها البعض بأنها رسالة ضغط إضافية على رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان لقبول الجلوس معها على مائدة المفاوضات، ينظر إليها خبراء الطيران العسكري كتهديد استراتيجي يجب أخذه على محمل الجد، بالنظر إلى الأضرار المحتملة التي قد تلحقها بالبلاد.
وكان دبلوماسي غربي صرح لموقع 'سودان تربيون' في وقت سابق بأن 'الطرف الذي يعتقد أنه منتصر غالبا ما يفتقر إلى الحافز الكافي للتفاوض بجدية أو تقديم تنازلات'.
إلا أنه أكد أن 'اللهجة التفاوضية لدى قادة الجيش والدعم السريع قد تغيرت مؤخرا، إذ يعتقد كل طرف أنه حقق انتصارات تجعله يمسك بزمام المبادرة'.
وشدد الدبلوماسي على أن انتقال الصراع في السودان إلى مواجهات جوية 'يدخل البلاد في وضع جديد بالغ التعقيد، خاصة في ظل التدخلات الإقليمية والدولية في النزاع'.
من جتهه، كشف مصدر في قوات الدعم السريع لـ'سودان تربيون' عن شن 17 هجوما على أهداف استراتيجية في بورتسودان، وأم درمان، وكوستي، وعطبرة، ومروي، مؤكدا تعرض قاعدة وادي سيدنا العسكرية لهجوم في شهر مايو.
وفي نهاية مايو المنصرم، استولى الجيش السوداني على أسلحة حديثة ومسيرات من مختلف الأنواع وأجهزة تشويش عند إعادة قبضته على مدينة الصالحة في جنوب أمدرمان.
وفي السياق، أوضح الخبير العسكري والعميد المتقاعد في سلاح الجو السوداني، عادل عبد اللطيف، في حديثه لـ'سودان تربيون'، أن المسيرات التي هاجمت أهدافا استراتيجية مؤخرا هي من فئة MALE' (Medium-Altitude Long-Endurance)'، التي تتميز بقدرتها على التحليق على ارتفاعات متوسطة تصل إلى 30 ألف قدم، والبقاء في الجو لنحو 30 ساعة.
وأشار إلى أن هذه الطائرات قادرة على تنفيذ مهام استخباراتية ومراقبة واستطلاع بالإضافة إلى تنفيذ عمليات قتالية متنوعة.
ومن ناحية أخرى، تشير تقديرات حكومية إلى أن قوات الدعم السريع استخدمت طائرات مسيرة صينية استراتيجية من طراز 'FH-95' (متعددة المهام) في هجماتها الدقيقة الأخيرة.
واعتبر عبد اللطيف أن سلاح الجو السوداني 'فقد السيطرة الكاملة على المجال الجوي للبلاد، بعد أن تمكنت قوات الدعم السريع من كسر هذا الاحتكار ومشاركته السيطرة'.
وأكد أن لجوء الجيش لاستخدام المسيرات يقتصر حاليا على المستوى التكتيكي، كدعم للتشكيلات العسكرية في المعارك وتقديم الإسناد الناري للقوات المتقدمة، بالإضافة إلى ضربات استراتيجية محدودة كالتي استهدفت مطار نيالا.
وفي المقابل، تشن قوات الدعم السريع ضربات استراتيجية تستهدف مواقع عسكرية، سدودا، مطارات، محطات كهرباء، ومستودعات وقود، وهو ما شدد عبد اللطيف على أن له 'تأثيرا مباشرا وكبيرا على قدرات الجيش وتمويله للحرب وقدرته على مواصلة القتال'.
ولفت أن 'تحقيق نصر حاسم وكامل لأي من الطرفين أمر مستبعد، نظرا لصعوبة تعويض الخسائر في الجانبين'، مشيرا إلى أن الخسائر تكون أكبر في صفوف القوات الجوية، لأن 'تعويض معداتها وأطقمها يتطلب موارد ضخمة ووقتا طويلا'.
المصدر: 'سودان تربيون'