متابعات – نبض السودان

الشاي، ذلك المشروب الذي يحتل مكانة خاصة في ثقافة الشعوب، ويعد الرفيق الدائم بعد الوجبات وفي جلسات السمر، قد لا يكون بالبراءة التي نتصورها. فرغم فوائده الصحية العديدة، يمكن أن يتحول الشاي إلى مصدر ضرر حقيقي إذا تم تحضيره أو تناوله بطريقة خاطئة. خبراء التغذية والصحة يحذرون من أن بعض الممارسات اليومية البسيطة قد تجعل كوب الشاي مليئًا بالمخاطر بدل الفوائد، بل وتضع الجسم أمام تهديدات صامتة على المدى الطويل.

الإفراط في تركيز الشاي الكافيين والتانينات في مستويات خطيرة

من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون تحضير الشاي بمستويات عالية من التركيز، اعتقادًا منهم أن ذلك يمنحه طعمًا أقوى وفوائد أكبر. لكن الحقيقة العلمية تقول عكس ذلك، إذ إن الإفراط في أوراق الشاي يرفع نسبة الكافيين والتانينات في الكوب، ما يؤدي إلى تحفيز مفرط للجهاز العصبي، اضطرابات في الأمعاء، والإمساك. كما أن الشاي المركز يعد مدرًا قويًا للبول، ما قد يتسبب في فقدان سوائل الجسم سريعًا.

الشاي المعتق فقدان الفائدة وتحول للمخاطر

عادة الاحتفاظ بالشاي من اليوم السابق أو تركه لفترة طويلة بعد التخمير ليست مجرد خطأ في الطعم، بل خطر صحي مباشر. فالشاي الذي فقد حرارته وتُرك لفترة طويلة يصبح بيئة مناسبة لنمو الكائنات الدقيقة الممرضة. ومع الوقت، يفقد هذا الشاي معظم مركباته المفيدة، ليبقى سائلاً قد يحمل أضرارًا أكثر من أي منفعة.

حرارة الشاي الحرق الصامت للأغشية المخاطية

رغم أن كثيرين يجدون متعة في شرب الشاي وهو شديد السخونة، إلا أن الأطباء يحذرون من أن المشروبات الساخنة جدًا تهيّج الحلق والمريء والمعدة، وتؤدي إلى ندبات داخلية تزيد من خطر الإصابة بالعدوى، بل وترتبط بارتفاع احتمالية تكوّن الأورام الخبيثة في الجهاز الهضمي.

الشاي على معدة فارغة… كبح الشهية وإرباك الأيض

تناول الشاي قبل الطعام، خاصة في الصباح، قد يبدو عادة منعشة، لكنه يؤثر على الشهية الطبيعية، إذ تحتوي أوراق الشاي على مركبات تقلل الشعور بالجوع، ما قد يدفع البعض لتخطي وجبة الإفطار المهمة. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب هذا السلوك ارتباكًا في عملية الأيض على المدى الطويل.

بعد الأكل مباشرة عائق أمام امتصاص العناصر الغذائية

من الأخطاء الأكثر شيوعًا شرب الشاي مباشرة بعد الوجبات، حيث تعمل مكوناته، خاصة التانينات، على تقليل امتصاص الحديد والبروتين وبعض المعادن الأساسية. لذلك ينصح الخبراء بترك فاصل زمني لا يقل عن نصف ساعة بين الوجبة وكوب الشاي لضمان استفادة الجسم من الغذاء.

الخلاصة كوب الشاي بين الفائدة والضرر

يبقى الشاي مشروبًا صحيًا إذا تم تحضيره وتناوله بالطريقة الصحيحة. لكن تجاهل هذه الأخطاء الخمسة يحوّل فوائده إلى أضرار صامتة تتراكم ببطء. الحفاظ على التوازن في التحضير، وضبط درجة الحرارة، ومراعاة التوقيت المناسب للشرب، هي مفاتيح الاستفادة من الشاي كصديق للصحة لا كعدو خفي.