ألمانيا – تتعرض الأرض كل عدة مئات آلاف السنين لانقلاب في أقطابها المغناطيسية، حيث ينقلب القطب الشمالي ليصبح جنوبيا، والعكس صحيح.

وحدث آخر انقلاب كامل معروف منذ نحو 780000 عام، ما دفع بعض العلماء للتكهن باحتمالية حدوث انقلاب جديد قريبا.

وفي محاولة لفهم هذه الظاهرة النادرة، قام فريق من مركز هيلمهولتز لعلوم الأرض في بوتسدام بألمانيا، بابتكار نموذج صوتي يمثل الفوضى التي تصاحب انقلاب الأقطاب المغناطيسية، المعروف بانقلاب 'ماتوياما-برونهيس'. واستخدم العلماء بيانات مغناطيسية محفوظة في الصخور من مختلف أنحاء العالم، وعبر تحويل هذه البيانات إلى أصوات باستخدام آلات كمان وتشيلو، أبدعوا مقطوعة موسيقية غير متناغمة تعكس التغيرات المعقدة في المجال المغناطيسي للأرض.

وينشأ المجال المغناطيسي من حركة المعادن السائلة في قلب الأرض، ويمتد ليشكل درعا واقيا يحمي الكوكب من الجسيمات الشمسية المشحونة. لكن الانقلاب لا يحدث بين ليلة وضحاها، بل يمتد على مدى قرون إلى آلاف السنين، مصحوبا بتقلبات كبيرة في شدة واتجاه المجال.

وقد يؤثر انقلاب المجال المغناطيسي على شبكات الكهرباء والاتصالات، ويجعل البوصلات تشير إلى الجنوب بدلا من الشمال، مغيرا من الجغرافيا المغناطيسية المعروفة. ورغم ذلك، يؤكد العلماء أن هذه الظاهرة لا تسبب كوارث طبيعية أو انقراضات جماعية.

وفي سياق متصل، درس العلماء حدثا مغناطيسيا كبيرا وقع قبل حوالي 41000 عام، حيث ضعف المجال إلى 5% من قوته الحالية، وحولوه إلى تجربة صوتية باستخدام أصوات طبيعية تعكس الاضطراب الذي حدث حينها.

وعلى الرغم من انخفاض قوة المجال المغناطيسي بنسبة 10% خلال 180 سنة الماضية، يركز العلماء على 'شذوذ جنوب المحيط الأطلسي'، وهي منطقة ضعف في المجال المغناطيسي تسبب اضطرابات للأقمار الصناعية. ورغم المخاوف، يقول الخبراء إن هذه الظاهرة متكررة وليست مؤشرا على انقلاب وشيك.

وأكد أندرياس نيلسون، وهو جيولوجي في جامعة لوند، أن تحليلاتهم لبيانات تعود إلى 9000 عام توضح أن الشذوذات مثل تلك في جنوب المحيط الأطلسي تتكرر بشكل طبيعي، ويتوقع أن تختفي خلال 300 عام قادمة دون أن تؤدي إلى انقلاب قطبي.

المصدر: ديلي ميل