اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
كادوقلي – نبض السودان
شهدت مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان انفراجًا ملموسًا في أزمة المواد الغذائية بعد وصول شاحنات البضائع إلى الأسواق، إثر منح اللجنة الأمنية التصاريح اللازمة لمرورها عبر الطريق القومي الرابط بين الدلنج وكادوقلي، والذي كان مغلقًا بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة.
شكاوى التجار من قيود التصاريح الأمنية
وكان عدد من التجار وأصحاب الشاحنات قد أعربوا عن استيائهم من التعقيدات المتعلقة بالحصول على التصاريح الأمنية، التي أعاقت وصول السلع إلى أسواق كادوقلي، رغم إعادة فتح طريق الدلنج – كادوقلي في الأيام القليلة الماضية. وأشاروا إلى أن هذه العراقيل فاقمت من حدة الأزمة وزادت من معاناة السكان الذين عانوا من شح المواد الغذائية لأكثر من ثلاثة أشهر، بحسب الترا سودان.
وفرة السلع وارتفاع الأسعار
وأوضح الناشط الاجتماعي موسى إدريس أن الأسواق شهدت تدفقًا للمواد الغذائية الأساسية بعد منح اللجنة الأمنية التصاريح للتجار وأصحاب الشاحنات. ورغم هذه الوفرة، أكد إدريس أن الأسعار ما زالت مرتفعة بشكل يفوق قدرة المواطنين، حيث بلغ سعر كيلو السكر 22 ألف جنيه، وكيلو دقيق القمح 26 ألف جنيه، بينما وصل سعر دقيق الذرة المطحونة إلى 17 ألف جنيه، ورطل الزيت إلى 8 آلاف جنيه. وأكد أن كثيرًا من الأسر لا تستطيع شراء تلك السلع بعد أن فقدت معظم مصادر دخلها بسبب الحرب.
دعوات لتدخل إنساني عاجل
وناشد موسى إدريس المنظمات الإنسانية والإغاثية بضرورة التدخل العاجل لتقديم المساعدات الإنسانية إلى ولاية جنوب كردفان، محذرًا من أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى حدوث مجاعة تهدد حياة آلاف المواطنين في المنطقة.
تأكيدات أمنية حول تأمين الطريق القومي
من جانبه، صرح مصدر أمني بأن اللجنة الأمنية قررت منح تصاريح مرور الشاحنات بعد التأكد من إزالة جميع المخاطر التي كانت تهدد الطريق. وأوضح أن التأخير في إصدار التصاريح في الفترة الماضية جاء نتيجة الحرص على سلامة المواطنين ومنع تعرضهم لأي استهداف مباشر من قبل الجماعات المسلحة. وأكد أن الطريق القومي الرابط بين الدلنج وكادوقلي بات آمنًا أمام حركة الشاحنات والمواطنين بعد إزالة العوائق والمخاطر الأمنية.
خلفية الأزمة وإغلاق الطريق
وكانت القوات المسلحة السودانية قد تمكنت في 28 يونيو الماضي من إعادة فتح الطريق القومي الرابط بين الدلنج وكادوقلي، بعد معارك عنيفة مع قوات الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو. وقد أدى إغلاق الطريق بسبب العمليات العسكرية إلى نقص حاد في السلع الأساسية بالأسواق، ما فاقم من معاناة المواطنين في كادوقلي. ورغم هذا الإنجاز العسكري، تواصلت محاولات قوات الدعم السريع بالتنسيق مع الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو لقطع الطريق مجددًا ومحاصرة مدن جنوب كردفان، في ظل وضع أمني هش يعصف بالمنطقة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023