مباشر- يعود المستثمرون الدوليون إلى مشهد الشركات الناشئة في الصين، حيث تمثل سلسلة من عمليات جمع الأموال الصغيرة لرأس المال الاستثماري أولى علامات ذوبان الجليد في قطاع تضرر من التوترات الجيوسياسية والحملة القمعية على التكنولوجيا.

وقال أشخاص مطلعون على جهود جمع الأموال إن العديد من صناديق رأس المال الاستثماري الكبرى في البلاد كانت قريبة من جمع ما يصل إلى 1.1 مليار دولار من الأموال المقومة بالدولار هذا العام.

جمعت شركة Source Code Capital، وهي مستثمرة مبكرة في شركة ByteDance، مالكة تطبيق TikTok، 150 مليون دولار، بينما تقترب شركة BA Capital، وهي مستثمرة في شركة Pop Mart، الشركة المصنعة لتطبيق Labubu، من جمع صندوق بحجم مماثل.

جمعت شركة Lightspeed China Partners، التي دعمت مجموعة PDD Holdings للتجارة الإلكترونية، أكثر من 200 مليون دولار أمريكي لصندوق لم يُغلق بعد. وتُحرز شركة Qiming Venture Partners، التي موّلت عددًا من أبرز شركات التكنولوجيا الحيوية الناشئة الواعدة في الصين، تقدمًا في هدفها المتمثل في جمع حوالي 600 مليون دولار أمريكي.

ورغم أن إجماليات جمع الأموال متواضعة مقارنة بالسنوات السابقة، فإنها تشير إلى العودة المؤقتة لرأس المال العالمي إلى التكنولوجيا الصينية بعد أن دفعت قواعد الاستثمار الخارجي الجديدة من واشنطن والاقتصاد الصيني المتدهور المستثمرين إلى الهامش في عام 2023.

تظهر بيانات من شركة الأبحاث Preqin أن شركات رأس المال الاستثماري التي تركز على الصين جمعت 1.3 مليار دولار من التمويل في عام 2024، بانخفاض عن 30 مليار دولار تم جمعها خلال عامي 2021 و2022.

ولا يشمل الرقم جمع الأموال بالرنمينبي، وهو متاح بسهولة أكبر، وأصبحت الشركات الناشئة تعتمد عليه بشكل متزايد.

ومع ذلك، فإن الندرة النسبية للتمويل مقارنة بالولايات المتحدة دفعت العديد من الشركات الناشئة الصينية الواعدة إلى جمع الأموال بتقييمات أقل بكثير من نظيراتها الأمريكية.

وقال شينغ مينغ، الشريك في شركة 5Y Capital، وهي مجموعة رأس مال استثماري مقرها شنغهاي، 'من المرجح أن ترتفع قيمة شركات الروبوتات الصينية الكبرى بما يتراوح بين خمسة إلى عشرة أضعاف إذا كانت في الولايات المتحدة'.

قال منغ إن هناك فرصًا هائلة للاستثمار في شركات الروبوتات الصينية الناشئة التي تُصنّع كل شيء، من جزازات العشب ذاتية التشغيل إلى الأجهزة الذكية المُدعّمة بالذكاء الاصطناعي. وتستفيد هذه الشركات من نخبة من مديري المنتجات والمهندسين ذوي الخبرة في توسيع نطاق الإنتاج. وأضاف: 'سلسلة توريد الروبوتات بأكملها موجودة في الصين'.

دفعت التوترات بين الولايات المتحدة والصين العديد من مديري الصناديق إلى جمع الأموال عالميًا بالدولار، بدلًا من التركيز على الولايات المتحدة كما كان الحال في السنوات الماضية. وأفادت مصادر مطلعة على جهود جمع الأموال أن الالتزامات بصناديق جديدة تأتي من مناطق أخرى في آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.

بدأت بعض العوائق التي كانت تحول دون تدفق الأموال إلى الشركات الصينية الناشئة بالزوال. فبعد كبح جماح شركات التكنولوجيا الصينية، عقد الرئيس شي جين بينغ في فبراير/شباط اجتماعًا رفيع المستوى مع رواد الأعمال ، وتعهد بتحسين بيئة الأعمال.

كما بدأت سوق الأسهم المزدهرة في هونج كونج، والتي جلبت الاكتتابات العامة الأولية 135 مليار دولار في الأشهر الثمانية الأولى من العام، في تقديم مسار للسيولة لمشاريع رأس المال الاستثماري ومستثمريها بعد توقف الاكتتابات العامة الأولية للشركات الناشئة الكبرى في البر الرئيسي الصيني والأسواق الأمريكية تقريبًا بسبب قضايا السياسة.

وتظل هناك حواجز أخرى، بما في ذلك القواعد الأميركية التي تقيد الاستثمار الأميركي في الشركات الصينية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والتكنولوجيا الكمية، والتي تم الكشف عنها لأول مرة في عام 2023 ودخلت حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني.

واختبرت واشنطن القواعد الجديدة هذا الربيع من خلال إطلاق مراجعة لاستثمار شركة المغامرة الأمريكية Benchmark في Manus، وهي شركة مزودة لوكلاء الذكاء الاصطناعي تأسست في الصين وانتقلت لاحقًا إلى سنغافورة وسط تدقيق متزايد.

للتداول والاستثمار في البورصة المصريةاضغط هنا

لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوباضغط هنا