تُعدّ الحجامة للوجه من العلاجات التجميلية البديلة التي اكتسبت شهرة واسعة في السنوات الأخيرة، إذ تجمع بين أصولها العريقة في الطب الصيني التقليدي وفوائدها الجمالية الحديثة. تعتمد هذه التقنية على مبدأ الشفط اللطيف باستخدام كؤوس صغيرة تعمل على تحفيز الدورة الدموية وتجديد خلايا البشرة، لتمنح الوجه مظهراً مشرقاً ومتجدداً بطريقة طبيعية.

الفرق بين حجامة الوجه وحجامة الجسم

رغم أن التقنيتين تقومان على مبدأ واحد هو تنشيط الدورة الدموية وإعادة التوازن للجسم، يختلف تطبيقهما من حيث الأدوات والهدف.

في حجامة الوجه، تُستخدم كؤوس صغيرة ومرنة تُحرَّك بلطف على البشرة دون أن تترك علامات أو كدمات، ما يساهم في تعزيز مرونة الجلد وتقليل الخطوط الدقيقة مع الوقت. أما حجامة الجسم فتُستخدم عادة لعلاج الآلام العضلية والتوترات، وتترك علامات دائرية تُعد مؤشراً على مدى تراكم الفضلات أو 'الركود' في الأنسجة، قبل أن تتلاشى تدريجياً.

كيف تعمل الحجامة للوجه؟

تعتمد التقنية على مبدأ الشفط الذي يجذب الدم نحو السطح، فيغذي الأنسجة بخلايا جديدة غنية بالأوكسجين ويحفّز إنتاج الأوعية الدموية الدقيقة. هذا الشفط اللطيف يخلق نوعاً من 'الالتهاب المعقم' أي استجابة طبيعية من الجسم لإصلاح الأنسجة، حيث تتدفق كريات الدم البيضاء والصفائح والخلايا المساعدة في التجدّد. فتكون النتيجة بشرة أكثر نضارة ومرونة مع تحفيز طبيعي لإنتاج الكولاجين.

فوائد الحجامة للوجه

تُعرف هذه التقنية بقدرتها على تنشيط الدورة الدموية في الوجه وتعزيز تغذية الخلايا، ما ينعكس على مظهر البشرة بعدة طرق. فهي تساعد على تفتيح اللون العام، وشدّ ملامح الوجه والعنق، وتقليل الانتفاخ والهالات، كما تعمل على تنعيم الخطوط الدقيقة والتجاعيد الخفيفة. بالإضافة إلى ذلك، تسهم الحجامة في تحسين امتصاص البشرة للمنتجات التجميلية وتنظيم إفراز الزيوت الطبيعية، ما يمنحها مظهراً متوازناً وصحياً.

الآثار الجانبية

عند تطبيقها بالشكل الصحيح، لا يُفترض أن تترك الحجامة أي كدمات أو آثار ظاهرة. ومع ذلك، يمكن أن تظهر بعض العلامات الطفيفة إذا تم ترك الكؤوس في نفس المكان لفترة طويلة، لذا يُنصح بتحريكها باستمرار بلطف لتفادي أي تصبغ أو احمرار مؤقت. ورغم أن الحجامة للوجه تُعد آمنة بشكل عام، قد يشعر البعض بدوار خفيف أو غثيان بسيط أثناء الجلسة أو بعدها مباشرة. كما يُنصح بتجنب استخدامها على البشرة المصابة بجروح، أو التهابات، أو بثور نشطة، حتى لا تتفاقم الحالة. ويبقى من الأفضل دائماً استشارة مختص قبل اعتمادها ضمن روتين العناية بالبشرة، لضمان الاستفادة من فوائدها بأمان وفعالية.