اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
بدأت سلطات ولاية الخرطوم تنفيذ واحدة من أوسع حملات الإزالة في تاريخ العاصمة، حيث وضع موظفون حكوميون علامات تحذيرية على مئات المنازل في أحياء جنوب الخرطوم، من بينها مايو والإنقاذ والأزهري وعد حسين، لإخطار السكان بالمغادرة الفورية قبل وصول الجرافات المساندة بالقوات الأمنية.
تأتي هذه الخطوة ضمن خطة رسمية تستهدف إزالة ما يقارب 73 ألف موقع سكني وتجاري 'عشوائي' حول العاصمة السودانية.
خطة شاملة لإزالة 'العشوائيات' ومشروعات التعويض قيد التنفيذ
ووفقًا لتقارير رسمية، تسعى ولاية الخرطوم إلى إزالة آلاف المواقع التي تشمل المساكن والمحلات التجارية والأكشاك المنتشرة بالقرب من الطرق العامة، في إطار جهودها لتنظيم المدينة وفق المعايير الهندسية والقانونية.
وكان مسؤول محلي بالولاية قد صرّح في وقت سابق بأن الحكومة ستعمل على تعويض المتضررين من حملات الإزالة، عبر تخصيص 1100 قطعة أرض سكنية للفئات المتأثرة، لضمان حصولهم على مساكن بديلة بطرق قانونية ومعايير هندسية منظمة.
جهاز حماية الأراضي ينفذ المرحلة الأوسع من الحملة
وشرع جهاز حماية الأراضي، وهو هيئة حكومية تابعة لولاية الخرطوم، في وضع العلامات التحذيرية على جدران المنازل داخل مناطق جنوب الحزام، ما يعني اقتراب موعد دخول الجرافات الحكومية لإزالة المواقع المستهدفة.
وأكدت مصادر ميدانية أن هذه الحملة تأتي ضمن المرحلة الأخيرة من الخطة، التي تستهدف استكمال نسبة التنفيذ التي بلغت حتى الآن نحو 65% من عمليات إزالة المساكن الاضطرارية والأسواق العشوائية داخل العاصمة.
وفي حديث قال متطوع من منطقة جنوب الحزام – فضل حجب اسمه – إن المواطنين المتأثرين من قرارات الإزالة يعيشون حالة من القلق وعدم اليقين، بسبب غياب البدائل السكنية الفورية. وأضاف أن 'الكثير من الأسر لجأت إلى أقاربها وأصدقائها بحثًا عن مأوى مؤقت' بحسب ما أوردته 'الترا سودان'.
وأوضح أن المنازل المهددة بالإزالة تم تشييدها منذ أكثر من 25 عامًا، وبعضها منذ عشرين عامًا، مشيرًا إلى أن أجيالًا وُلدت وترعرعت في هذه البيوت البسيطة، التي تعتبر بالنسبة لهم 'ذاكرة حياة كاملة' ستنتهي مع أول جرافة.
منازل بدائية ومجتمعات فقيرة على هامش العاصمة
تتكون هذه المنازل في أغلبها من مواد بدائية مثل الطين والقش والصفائح المعدنية، وقد كانت مأوى لآلاف الفقراء النازحين من مناطق النزاع المسلح إلى أطراف الخرطوم.
ويشير مراقبون إلى أن هذه المناطق شكلت طوقًا بشريًا حول العاصمة، ومع تمدد الصراعات في السودان، ازدادت الكثافة السكانية فيها، ما جعلها في قلب الاهتمام الحكومي ضمن خطط إعادة تخطيط الخرطوم.
توسع الإزالات ليشمل شرق النيل والخرطوم بحري
وأكدت تقارير ميدانية أن الجرافات الحكومية نفذت خلال الشهر الماضي حملات إزالة شملت مناطق شرق النيل ومرسى شمبات والعزبة بالخرطوم بحري، حيث تحولت مئات المنازل والمحلات التجارية إلى أراضٍ خالية.
وقال سكان من أحياء الصحافة وجبرة والعشرة إن الإزالة لم تقتصر على المساكن فقط، بل امتدت إلى الأكشاك التجارية الواقعة على جانبي الشوارع في محلية الخرطوم، في إطار خطة تهدف إلى إنهاء المظاهر العشوائية داخل المدينة.
الخرطوم بدون أكشاك تجارية في الخطة الجديدة
وفي تصريح لأحد سكان حي الصحافة بجنوب الخرطوم، أوضح أن موظفي جهاز حماية الأراضي أكدوا أن العاصمة ستكون خالية تمامًا من الأكشاك التجارية في الشوارع، تنفيذًا للسياسات الجديدة التي تهدف إلى إعادة تنظيم الأسواق وممرات المرور العامة، دون استثناء لأي موقع أو مبرر.