متابعات- نبض السودان

شهدت أسواق الخرطوم، الثلاثاء، قفزة مفاجئة وكبيرة في أسعار السكر، أحد أهم السلع الأساسية التي تعتمد عليها الأسر السودانية بشكل يومي، حيث بلغ سعر جوال السكر زنة 50 كيلوغرامًا مبلغ 190 ألف جنيه سوداني، بواقع 4000 جنيه للكيلو الواحد، في زيادة أربكت السوق وأثارت حالة من القلق بين المواطنين والتجار على حد سواء.

السعر الجديد يربك الأسواق

وبحسب جولة ميدانية بعدد من الأسواق المركزية في العاصمة، فإن هذه الزيادة لم تكن متوقعة بهذا الحجم، حيث جاء الارتفاع خلال ساعات قليلة، الأمر الذي أدى إلى ارتباك واضح في عمليات البيع والشراء، وتوقف بعض تجار التجزئة عن شراء كميات جديدة بسبب الغموض الذي يكتنف استقرار السوق في الأيام المقبلة.

تجار يبررون: الدولار السبب

أكد عدد من تجار الجملة أن هذه الزيادة جاءت بسبب قرارات كبار الموردين الذين قرروا رفع أسعار الجوالات استنادًا على الزيادة المتواصلة في سعر الدولار بالسوق الموازي، الأمر الذي تسبب في رفع تكلفة الاستيراد والنقل والتوزيع.

وأشاروا إلى أن معظم الكميات المعروضة الآن تم شراؤها بالأسعار القديمة، إلا أن التجار مضطرون للبيع بالسعر الجديد خوفًا من الخسائر عند إعادة الشراء.

هل يستمر التصاعد في السعر؟

توقع بعض الخبراء الاقتصاديين أن تشهد أسعار السكر مزيدًا من الارتفاع في حال استمرار تدهور قيمة الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية، مؤكدين أن السوق السوداني بات يتأثر بشكل مباشر بالتقلبات اليومية في سعر الدولار الموازي، دون وجود آليات واضحة لكبح جماح هذا الارتفاع.

ضعف في الرقابة التموينية

انتقد مواطنون بشدة غياب الرقابة التموينية على الأسواق، متسائلين عن دور الجهات المختصة في وضع ضوابط تمنع الفوضى السعرية خاصة في السلع الاستراتيجية التي ترتبط بالأمن الغذائي للأسرة السودانية.

وقال أحد المواطنين بسوق بحري: 'كل يوم نسمع بسعر جديد، لا توجد أي جهة تحمينا من جشع التجار أو فوضى السوق، والضحية دائمًا هو المواطن البسيط'.

مخاوف من موجة غلاء قادمة

يرى مراقبون أن ارتفاع أسعار السكر بهذه الصورة المفاجئة قد يكون مؤشرًا لموجة غلاء قادمة قد تطال باقي السلع الغذائية، خاصة تلك التي تعتمد في إنتاجها على الاستيراد أو التي تتأثر بسعر الدولار، مثل الزيوت والأرز والدقيق.

تجار التجزئة: لا نستطيع الشراء

عبر عدد من تجار التجزئة عن رفضهم للتعامل بالسعر الجديد، مؤكدين أنهم عاجزون عن شراء كميات إضافية بالسعر المفروض من قبل الموردين، مما قد يؤدي إلى شح في المعروض وارتفاع الطلب وبالتالي زيادة جديدة في الأسعار.

دعوات للتدخل الحكومي العاجل

دعا اقتصاديون الحكومة إلى التدخل الفوري لوقف هذا التصاعد السريع في أسعار السلع، مطالبين بتفعيل آليات الرقابة وتنظيم عمليات الاستيراد وتوزيع السلع الاستراتيجية، مؤكدين أن استمرار الوضع بهذا الشكل قد يؤدي إلى كارثة معيشية تهدد ملايين المواطنين.

السكر… من سلعة يومية إلى عبء ثقيل

تحوّل السكر في الآونة الأخيرة من كونه سلعة يومية بسيطة إلى عبء ثقيل على الأسر ذات الدخل المحدود، حيث أصبح شراء كيلوغرام واحد منه يمثل تحديًا كبيرًا في ظل الغلاء المستمر، والانهيار الاقتصادي، وغياب الحماية الاجتماعية الفعالة.