متابعات- نبض السودان

في حادثة تعكس تصاعد حدة التوتر بين السودانيين في الخارج، كشف المصور الصحفي السوداني إبراهيم نقدالله عن تعرضه لمحاولة اغتيال في العاصمة المصرية القاهرة، وذلك إثر اعتداء عنيف شنّه عليه مجموعة من الشباب السودانيين أثناء تواجده بأحد المقاهي.

الاعتداء تم بتخطيط مسبق وشهادات كاذبة

وفي منشور نشره على حسابه الشخصي بمنصة 'فيسبوك' يوم الجمعة 16 مايو 2025، اتهم نقدالله أحد معارفه منذ سنوات، بالضلوع المباشر في التحريض عليه وتنفيذ الاعتداء، مشيرًا إلى أن الشاب استغل حالة الاستقطاب التي فاقمتها الحرب، وانساق خلف موجات الغضب والدعاية المُضلّلة.

وقال الصحفي: 'لم يكن بيني وبينه أي خلاف شخصي، بل كنت أعامله كغيره من معارفي بكل احترام وحسن نية، لكن بعد اندلاع الحرب، بدأ يرسل لي رسائل مسيئة مليئة بالشتائم عبر الماسنجر. لم أرد عليه، بل اكتفيت بحظره'.

الاتهام بالانتماء إلى الدعم السريع كان شرارة الاعتداء

وأشار نقدالله إلى أنه التقى بالشاب صدفة في أحد المقاهي بالقاهرة، حيث بادر الأخير بالاتصال بمجموعة من الشباب وأخبرهم كذبًا أنه ينتمي إلى قوات الدعم السريع، بل وزعم أنه قتل شقيقه، وهو ما أدى إلى تفاقم الموقف بشكل خطير.

وأضاف: 'وجدت نفسي فجأة محاطًا بعدد من الأشخاص الذين انهالوا عليّ بالضرب المبرح مستخدمين الكراسي والطاولات، دون أن يتأكدوا من صحة الاتهامات'.

إصابات بالغة ورضخ في الضلوع

أكد المصور السوداني أنه سقط أرضًا عاجزًا عن التنفس نتيجة للضرب المبرح، حيث تم نقله إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، وتبيّن أنه يعاني من رضخ في أحد ضلوعه بالجهة اليسرى من الصدر، إضافة إلى جروح عميقة في ساقه، ولا يزال يعاني حتى لحظة حديثه من صعوبة في التنفس.

نقدالله: الحرب تتسلل إلى المقاهي واللاجئين

أرجع نقدالله ما حدث له إلى انتشار 'خطاب الكراهية الذي يسود المشهد السوداني اليوم'، موضحًا أن الحرب لم تكتفِ بحصد الأرواح في جبهات القتال، بل تمددت آثارها النفسية والاجتماعية لتصل إلى الشوارع والمقاهي وحتى تجمعات السودانيين في المنافي.

وقال: 'ما حدث لي هو مثال صغير على مدى العنف الرمزي والمادي الذي أنتجته الحرب، والذي بات يهدد أي صوت مستقل أو محايد'.

نفي كامل لأي انتماء سياسي أو عسكري

نفى الصحفي إبراهيم نقدالله بشكل قاطع انتماءه إلى قوات الدعم السريع أو إلى أي طرف من أطراف الحرب الدائرة في السودان، مؤكدًا أنه لم ولن يكون جزءًا من أي مشروع عسكري أو سياسي يُسهم في قتل أو تهجير السودانيين.

وأوضح: 'موقفي واضح وثابت، أرفض الحرب رفضًا قاطعًا، وأدعو إلى وقفها فورًا، والعمل من أجل السلام والعدالة، وبناء دولة مدنية ديمقراطية تُحترم فيها الكرامة الإنسانية وحرية التعبير'.

دعوة لإنهاء خطاب الكراهية داخل المجتمع السوداني

طالب نقدالله في نهاية منشوره بضرورة التوقف عن ترويج الإشاعات والاتهامات المجانية، داعيًا السودانيين في الداخل والخارج إلى الوقوف ضد خطاب الكراهية والتفرقة، والتركيز على القضايا الحقيقية التي توحدهم بدل أن تفرقهم.