أصدرت المحكمة الابتدائية الزجرية بعين السبع في الدار البيضاء، مساء أمس الإثنين، حكمها في القضية التي شغلت الرأي العام، والمتعلقة بالشاب معاد ووالدته والمشتكية، على خلفية اتهامات متبادلة بالابتزاز والتهديد ضمن سياق علاقة عاطفية سابقة جمعت الطرفين بأوروبا.

وقضت المحكمة في حق معاد، المتهم الرئيسي في الملف، بشهرين حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 30 ألف درهم، بعد متابعته بتهم تتعلق بالتهديد والابتزاز عبر وسائل إلكترونية، كما أدانت والدته بشهرين حبسا موقوف التنفيذ، إلى جانب غرامة مالية مماثلة قدرها 30 ألف درهم.

وفي المقابل، لم تُبرّئ المحكمة المشتكية من المسؤولية، حيث أدانتها بدورها بشهرين حبسا موقوف التنفيذ وغرامة مالية بقيمة 30 ألف درهم، وذلك استناداً إلى الشكاية المباشرة التي تقدم بها دفاع معاد خلال جلسات المحاكمة، والتي تضمنت معطيات واتهامات مضادة تتعلق بالتهديد والابتزاز ونشر صور خاصة.

وجاءت هذه الأحكام لتنهي فصول ملف أثار جدلاً واسعاً، بعد أن تحوّل من علاقة عاطفية بين طالبين مغربيين يقيمان في أوروبا، إلى مواجهة قضائية معقدة، طغت عليها تهم الابتزاز، التهديد، وتبادل الاتهامات.

وكانت جلسات المحاكمة قد شهدت مرافعات قوية من دفاع المتهم، النقيب محمد حيسي، الذي اعتبر موكله ضحية وليس جانياً، مؤكداً وجود معطيات ووثائق تم تغييبها خلال البحث التمهيدي، من بينها رسائل وتهديدات قال إن المشتكية وجهتها إلى معاد، وأنها وثقت بخبرة تقنية.

وبهذا الحكم، تكون المحكمة قد أسدلت الستار ابتدائياً على واحدة من القضايا التي كشفت عن الوجه الآخر للعلاقات العاطفية العابرة للحدود، حين تختلط المشاعر بالتهديد، والحب والانتقام بالملاحقات القانونية.