اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
اجرت محطة أذربيجان التلفزيونية( A نيوز تفى) ، حوارًا مع وزير الثقافة والإعلام السابق الاستاذ خالد الاعيسر أوضح فيه ان الحرب التى أشعلتها المليشيا المتمردة ليست بهدف تحقيق الديمقراطية والحرية بل هو مخطط لتدمير البلاد.
مشيرًا الى استهدافها للمناطق الحيوية، والمنشأت الخدمية، ونبه الى ان تهديدات هذه الحرب تشمل المنطقة وليس على السودان فقط ، خاصة مع استمرار الهجمات العابرة للبحار ،والتى تستهدف محطات المياة والكهرباء والمستشفيات .
وكشف الاعيسر خلال الحوار عن استعانه المليشيا المتمردة بالسلاح الأوربي المتطور، مستدلا بالحقائق ان الأسلحة التى تم الاستيلاء عليها من المليشيا المتمردة تبين انها من دول كبرى مثل الولايات المتحدة الامريكية، مما ساعد المليشيا على إرتكاب العديد من الفظائع والابادة الجماعية بحق المواطنيين.
وبين الاعيسر خلال الحوار القدرات والاستعدادات الدفاعية الفاعلة فى التصدى للطائرات المسيرة التى تستهدف امدادات الكهرباء والمياه ، موضحا ان بورتسودان مدينة امنه .
وفيما يلى نص الحوار :
أنستاسيا لافرينا:
سعادة السيد الوزير، في البدء أود شكركم على اقتطاع هذه المساحة من زمنكم. وفي مستهل الحديث، هلا تكرمتم بتنويرنا عن آخر المستجدات في السودان؟
خالد الإعيسر:
في البدء، أود تقديم الشكر لكم ولقناة AnewZ على إتاحة هذه الفرصة لنا. نحن نشعر بالسعادة لزيارتكم وزيارة أجهزة الإعلام العالمية للسودان للاطلاع على الأوضاع، خصوصاً مع القصور الإعلامي الكبير في تغطية الحرب منذ بداياتها.
فيما يتعلق بالمستجدات، فقد ارتكبت الميليشيا العديد من الفظائع، من قتل للأطفال والمسنين إلى ارتكاب المجازر في دارفور وغيرها. هذه الحرب لم تكن وليدة لحظتها، بل كان يتم الإعداد لها منذ فترة طويلة، وكان هناك تدخل خارجي مباشر في الشأن السوداني تمهيداً لاختطاف الدولة، وتغيير ديموغرافي من خلال جلب سكان من دول أخرى وتوطينهم في السودان.
رغم تجاهل هذه الحقائق في وسائل الإعلام العالمية، إلا أننا الآن نشهد تحولاً كبيراً، حيث استطاع الجيش السوداني أن يجبر ميليشيا الدعم السريع على التراجع والانزواء غرباً. الحرب، كما اتضح، ليست مجرد انقلاب عسكري بل مشروع يهدف إلى إنهاء الدولة السودانية بالكامل وتهجير سكانها.
الآن، وبعد مرور عامين، بدأت الأمور في التحسن. وأدعو المجتمع الدولي للتنبه إلى أن هذه الحرب لا تمثل تهديداً للسودان فقط، بل للمنطقة بأسرها، خاصة مع استمرار الهجمات العابرة للبحار التي تستهدف محطات المياه والكهرباء والمستشفيات، وهو ما يكشف زيف الادعاء بأن الحرب لأجل الديمقراطية.
نحن في الحكومة، لثقتنا وقربنا من الشعب، واثقون في قدرتنا على الانتصار، وأنت عائدة للتو من زيارة للخرطوم، التي أصبحت محررة بالكامل، وكذلك ولاية الجزيرة. وما تبقى هو مسألة وقت.
السيد الوزير، مثلما أشرتم لتحرير الخرطوم، ما هي الأهمية الاستراتيجية لتحرير العاصمة؟
الخرطوم تمثل رمزية كبيرة، فهي عاصمة السودان منذ أمد طويل، وبها القصر الجمهوري الذي شهد رفع علم الاستقلال. كما أنها تضم أكبر عدد من السكان في مدنها الثلاث، وتقع في قلب البلاد، ما يمنحها أهمية استراتيجية عسكرية لتمكين الجيش من الانطلاق لأي بقعة داخل السودان.
أما بالنسبة لتموضع الحكومة في شرق السودان، فنحن لدينا مسؤولين كبار في الخرطوم الآن، والحكومة السودانية هي حكومة متنقلة وتحدد مقرها حسب مقتضيات الوضع الراهن.
أنا كنت في الخرطوم ورأيت الدمار الواسع في المدينة، كيف ترون عملية إعادة إعمارها؟
نحن قادرون على إعمار الخرطوم في فترة قصيرة. اقتصادنا قوي ولدينا موارد وفيرة. الأموال التي كانت تُهدر سابقاً على قوات الدعم السريع يمكن الآن توجيهها نحو مشاريع الإعمار. نحن متفائلون جداً بإمكانية النهوض السريع بالعاصمة.
ما هي توقعاتكم لرد فعل المجتمع الدولي والإقليمي تجاه ما يحدث؟
نشعر بخيبة أمل من ازدواجية المعايير. فمثلاً، ما يُثار عن استخدامنا لأسلحة كيمائية مجرد افتراء، وأنت رأيت بنفسك في الخرطوم أنه لا يوجد ما يؤكد ذلك.
في المقابل، وجدنا أسلحة غربية، بما فيها أمريكية وفرنسية، بحوزة الميليشيا. هذه الأسلحة مكنتهم من ارتكاب جرائم مروعة، وهي أسلحة لا يمكن أن تصل إليهم دون تواطؤ دولي مباشر أو غير مباشر. حتى الإمارات متورطة في تزويدهم بالأسلحة جواً وبراً.
بعض الدول تدعم حميدتي وتسعى لفرضه كجزء من الحكومة لعشرين عاماً أخرى. إنها مؤامرة دولية لفرض أمر واقع، بزعم الدفاع عن الديمقراطية، بينما الواقع يثبت العكس.
هل تعتبرون أن هذه التدخلات الدولية محاولة لإعادة استعمار السودان؟
من يقرأ تاريخ السودان يدرك أن ذلك مستحيل. أي دولة أخرى لو تعرضت لما تعرضنا له لكانت قد انهارت، ولكننا صمدنا.
الدعم السريع كان جهازاً نظامياً يملك كل شيء، ومع ذلك هُزم. وهذه نتيجة طبيعية لإرادة الشعب وصلابة مؤسسات الدولة.
قلتم إن هناك أسلحة فرنسية تم ضبطها؟
نعم، وجدنا أسلحة من دول غربية متعددة، وقد أعلنا ذلك وتواصلنا مع حكومات هذه الدول. المهم هنا أن تلك الدول انتهكت اتفاقية المستخدم النهائي. لم تلتزم بالمعايير، وبعضها ساعد الدعم السريع مباشرة أو عبر وسطاء.
تعرضت بورتسودان لهجمات بالطائرات المسيرة مؤخراً. كيف هو الوضع الأمني هناك الآن؟
بورتسودان الآن مدينة آمنة. نعم، فُوجئت المدينة بهجمات في أوائل مايو الماضي، لكن الحكومة تعاملت معها بشكل حاسم واستجلبت مضادات للطائرات المسيرة، واستطاعت إحباط الهجمات.
شكراً سعادة الوزير، ونتمنى أن يعم السلام والرفاهية الشعب السوداني.
شكراً لكم على زيارتكم للسودان واطلاعكم على الوضع عن قرب. خلال شهر أبريل وحده، استقبلنا أكثر من 35 وفداً إعلامياً. نحن نؤمن بالديمقراطية وليس لدينا ما نخفيه، لكننا في ظرف معقد ونتطلع لدعم المجتمع الدولي.
ما يحدث في السودان هو حرب ضد الإنسانية، وضد الحرية، وضد الديمقراطية. لا يمكن تصور أن شخصية مثل حميدتي، الذي لا يعرف كتابة اسمه حتى، يمكن له أن يطبق الديمقراطية.