لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٢٧ حزيران ٢٠٢٥
تعد النباتات شريان الحياة على كوكبنا، حيث توفر الأكسجين الضروري للتنفس والبقاء، وتعرف بعضها بخصائصها العلاجية التي تسهم في الشفاء من أمراض خطيرة.
ومع أن معظم النباتات تبدو غير مؤذية للوهلة الأولى، إلا أن هناك نوعا فريدا وخطيرا للغاية يختبئ في أعماق الغابات المطيرة، ويلقب على نطاق واسع بأنه النبات الأكثر سمية في العالم.
ما هو أكثر نبات سام في العالم؟
تعرف هذه الشجرة باسم جيمبي-جيمبي (Gympie-Gympie)، ورغم أوراقها الخضراء الناعمة وشكلها الذي يوحي بالبراءة، فإن مظهرها يخدع العين، إذ لا تبدو أبدا وكأنها تشكل تهديدا للحياة. لكن لمسة واحدة غير مقصودة لهذه النبتة كافية لإحداث عذاب يفوق أي ألم قد يتخيله معظم البشر.
تنتشر شجرة جيمبي-جيمبي في الغابات المطيرة بشمال شرق أستراليا، وإندونيسيا، والجزر المجاورة. والمثير للدهشة أن هذه النبتة، على الرغم من أوراقها القلبية الشكل التي تبدو غير ضارة، إلا أنها مغطاة بالكامل بهياكل دقيقة شبيهة بالشعر تسمى 'الشعيرات اللاسعة'.
تقوم هذه الشعيرات بحقن سم عصبي فتاك في الجلد بمجرد ملامستها، مما يسبب إحساسا بالألم يوصف بأنه مزيج من الحرق بحمض ساخن والصعق الكهربائي في آن واحد.
ألم لا يزول
إن لسعة شجرة جيمبي-جيمبي لا تسبب ألما حادا فحسب، بل إن هذا الألم يتميز بكونه يستمر لفترات طويلة ومزعجة. غالبا ما يعاني الضحايا من موجات متقطعة وشديدة من الألم قد تستمر لأيام، أو أسابيع، بل حتى لأشهر، وذلك لأن السم يبقى فعالا ونشطا تحت الجلد.
وفقا لمقال نُشر عن طريق جامعة كوينزلاند، أوضحت البروفيسورة إيرينا فيتر، المهتمة بدراسة سموم النبات، أن هذه السموم 'تستهدف نفس المستقبلات الحسية للألم التي تستهدفها سموم العناكب، مما يجعلها فريدة من نوعها من حيث السمية بالنسبة لعالم النبات'.
ما السر وراء استمرار الألم لأشهر؟
يعود السبب وراء استمرار الألم الناتج عن نبات جيمبي-جيمبي لهذه المدة الطويلة إلى طبيعة سمه وطريقة إيصاله إلى الجسم. الشعيرات الدقيقة الشبيهة بالإبر الموجودة على أوراق النبات تضخ سما قويا يعرف باسم 'جيمبيتايد'. هذا السم يستهدف الأعصاب الحسية بالألم ويبقيها في حالة نشاط مستمر.
ويزيد الأمر تعقيدا أن هذه الشعيرات الدقيقة غالبا ما تبقى مغروسة في الجلد، كما أن السم نفسه يمكن أن يعاد تنشيطه عند التعرض للماء، أو الحرارة، أو حتى بمجرد لمس المنطقة المصابة.
حوادث واقعية مروعة
شهد التاريخ العديد من الحوادث المروعة التي تسلط الضوء على مدى خطورة نبات جيمبي-جيمبي. وفقا لتقرير في صحيفة 'الميرور' البريطانية، فقد جندي أسترالي عقله من شدة الألم بعد ملامسته للنبتة خلال الحرب العالمية الثانية. وفي حادثة مأساوية أخرى، فقد رجل حياته بعد أن استخدم أوراق هذه النبتة كمناديل حمام، ولم يتمكن من تحمل العذاب الشديد الذي نتج عن ذلك.
وفي خطوة لتعزيز الوعي العام، أصبحت شجرة جيمبي-جيمبي في عام 2023 جزءا مميزا من 'حديقة السموم' في حديقة ألنويك الشهيرة بمقاطعة نورثمبرلاند البريطانية. ووفقا لتقارير صحيفة 'الديلي ميل'، تعرض النبتة خلف حاجز زجاجي سميك لضمان سلامة الزوار ومنع أي تلامس عرضي معها.