أعلن مجلس المنافسة في قراره الصادر بتاريخ 5 ماي 2025، والمنشور بالجريدة الرسمية، عن موافقته على عملية التركيز الاقتصادي التي تتعلق باستحواذ شركة 'The Boeing Company' الأمريكية على شركة 'Spirit AeroSystems Holdings, Inc.'، وذلك من خلال الاستحواذ على 100% من رأس مالها وحقوق التصويت المرتبطة بها.

وتأتي هذه الموافقة بعد دراسة متأنية، نظرا للأثر المحتمل لهذه الصفقة على المنافسة في السوق المغربية، خاصة مع نشاط 'بوينغ' الكبير في قطاع الطيران بالمغرب، حيث تعد من الفاعلين الرئيسيين في توريد مكونات الطائرات والخدمات المرتبطة بها.

واستند مجلس المنافسة في قراره إلى القانون رقم 104.12 المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة، والقانون رقم 20.13 الخاص بتنظيم المجلس، بالإضافة إلى المراسيم التطبيقية ذات الصلة. وقد تم البت في هذه الصفقة خلال اجتماع اللجنة الدائمة للمجلس بتاريخ 5 ماي 2025، بعد التأكد من اكتمال النصاب القانوني لأعضاء اللجنة.

وقد استلم المجلس ملف تبليغ عملية التركيز بتاريخ 13 فبراير 2025، وحرص على ضمان الشفافية بطرح مشروع القرار للنقاش العام، حيث نشر بلاغا في إحدى الجرائد الوطنية وعلى موقعه الإلكتروني بتاريخ 21 فبراير 2025، مع منح مهلة عشرة أيام لتلقي ملاحظات الأطراف المعنية، لكنه لم يتلق أي اعتراض أو ملاحظة.

وتعد 'The Boeing Company' من أكبر الشركات العالمية في تصميم وتصنيع الطائرات، وتملك حضورا قويا في المغرب من خلال توفير الطائرات التجارية وأنظمة الدفاع وخدمات الصيانة. أما 'Spirit AeroSystems Holdings, Inc.' فهي متخصصة في تصنيع هياكل الطائرات، وتعتبر موردا رئيسيا لبوينغ.

وبحسب ملف التبليغ، فإن الاستحواذ سيعزز استقرار سلسلة التوريد داخل المغرب وسيرفع من قدرات الإنتاج وجودة مراقبة الجودة، ما يدعم الدور المتنامي الذي تلعبه هذه الشركات في قطاع الطيران الوطني.

وركز المجلس خلال تحليله على الأسواق المرتبطة بعملية التركيز، والتي تشمل تصنيع مكونات هياكل الطائرات التجارية والعسكرية، بالإضافة إلى خدمات الإصلاح والصيانة وبيع قطع الغيار، مع اعتبار الطبيعة العالمية لهذه الأسواق.

وأكد المجلس أن الصفقة لن تؤثر سلباً على المنافسة في المغرب، حيث لا يوجد تقاطع بين نشاطي الطرفين في معظم الأسواق، كما أن الحصص السوقية التراكمية تظل ضمن حدود لا تضر بالمنافسة.

كما استبعد وجود تأثيرات عمودية سلبية، لا سيما وأن 'Spirit AeroSystems' هي المورد الحصري تقريباً لبوينغ، وستستمر هذه العلاقة بعد الاستحواذ، بالإضافة إلى وجود بدائل أخرى تقلل من إمكانية إغلاق السوق أمام المنافسين.