متابعات- نبض السودان

توفي أحد الجنود التابعين للمليشيا المتمردة في محيط مدينة الفاشر، نتيجة إصابته بوباء الكوليرا، وسط أنباء عن تزايد الإصابات في صفوف العناصر المتمردة داخل المناطق التي يسيطرون عليها في شمال دارفور.

الكوليرا تنتشر في أوساط المليشيا

وقالت مصادر ميدانية مطلعة من داخل الفاشر إن الجندي التابع للمليشيا تُوفي في منطقة نائية على أطراف المدينة، بعد أيام من معاناته من أعراض شديدة للإسهال والقيء، دون أن يتلقى العلاج اللازم أو يتم نقله إلى مرفق صحي.

وأشارت المصادر إلى أن المليشيا تجاهلت حالة الجندي المتدهورة، كما رفضت السماح بإخلائه إلى مركز طبي بحجة عدم توفر الإمكانات، وهو ما أدى إلى وفاته في ظروف وصفت بالمأساوية.

بيئة ملوثة وخدمات غائبة

ويُرجّح أن يكون سبب الإصابة هو تلوث المياه وانعدام البيئة الصحية في مواقع تجمع المليشيا، حيث يعيش المئات من أفرادها في ظروف غير إنسانية، داخل مبانٍ مهجورة ومخيمات مؤقتة تفتقر لأدنى مقومات الصحة العامة.

تحذيرات من تفشٍ أوسع للوباء

منظمات صحية حذرت في وقت سابق من انتشار الكوليرا في مناطق النزاع، خاصة في ظل تعطل حملات التحصين والنظافة، ونقص الأدوية والمحاليل الوريدية، وتكدس النازحين في مناطق غير مؤهلة.

كما حذرت التقارير الميدانية من أن عناصر المليشيا يشكلون بؤرًا لنقل الوباء نتيجة تنقلهم المتكرر واحتكاكهم بالسكان، مما يعزز مخاوف تفشي المرض في مناطق جديدة إذا لم يتم تطويقه بسرعة.

المليشيا تتكتم على الإصابات

وفي سياق متصل، أفادت تقارير بأن قيادة المليشيا تتكتم على إصابات بالكوليرا وسط صفوفها، خوفًا من انهيار الروح المعنوية لعناصرها، فيما يتم عزل المصابين في أماكن مغلقة دون السماح بتدخل طبي حقيقي.

ويرى مراقبون أن استمرار تدهور الأوضاع الصحية داخل صفوف المليشيا قد يؤدي إلى تفككها من الداخل، خاصة في ظل تصاعد أعداد المصابين وافتقارها لأي دعم طبي منظم.