النيل الأبيض- نبض السودان

في ظاهرة نادرة أثارت ذعر السكان المحليين، اجتاحت حشرة غريبة تُعرف علميًا باسم Paederus littoralis، وتُلقب شعبيًا بـ'النامس الكيميائي'، عدة مناطق في ولاية النيل الأبيض، مسببة موجة غير مسبوقة من الالتهابات الجلدية الشديدة، حيث ظهرت على المتأثرين علامات تشبه الحروق الكيميائية بمجرد ملامسة الحشرة للجلد.

بقع ملتهبة وآثار مؤلمة على الجلد

وأفاد سكان من مدن وأرياف الولاية أنهم لاحظوا خلال الأيام الماضية بقعًا حمراء وخطوطًا حارقة تظهر بشكل مفاجئ على أجسادهم، مصحوبة بآلام حادة. وبحسب مختصين، فإن هذه الحشرة تنتمي لفصيلة الخنافس، وتُفرز مادة البيديرين، وهي مادة سامة للغاية تؤدي إلى تآكل سطح الجلد وظهور التهابات حادة فور احتكاكها بالبشرة.

لا تقتلها على الجلد.. تحذير طبي عاجل

في تحذير مهم، شدد أطباء الجلدية على عدم قتل الحشرة فوق الجلد مباشرة، إذ إن سحقها يؤدي إلى إفراز كمية أكبر من المادة السامة، ما يُضاعف من شدة الإصابة. ونصح الأطباء بإزالتها بلطف باستخدام منديل أو قطعة قماش دون ضغط، ثم غسل المنطقة المصابة بالماء والصابون فورًا لتقليل تأثير السم.

إجراءات وقائية ضرورية

مع ازدياد البلاغات عن الإصابات، صدرت توصيات طبية ومجتمعية للتعامل مع الظاهرة، أبرزها:

أعراض تستدعي التدخل الطبي

يحذر الأطباء من تجاهل البثور الصديدية أو حالات الالتهاب المتفاقمة الناتجة عن التعرض للحشرة، مشددين على ضرورة زيارة الطبيب فورًا عند ظهور أعراض متقدمة، مع استخدام مضادات حيوية موضعية وكريمات لتهدئة الجلد ومنع تفاقم الضرر.

تغيرات مناخية تُنذر بالخطر

ويرى مختصون في علم البيئة أن هذه الظاهرة ناتجة عن تغيرات مناخية مفاجئة، تزامنًا مع بداية فصل الخريف، حيث ساهمت الأمطار والرطوبة العالية في تنشيط حشرات غريبة داخل البيوت وفي محيط السكن، ما يتطلب يقظة بيئية وصحية دائمة من السلطات والمواطنين.

مطالب شعبية بتدخل عاجل من وزارة الصحة

وجه المواطنون في النيل الأبيض نداءات عاجلة إلى وزارة الصحة، للمبادرة بحملات رش مبيدات في المناطق المتأثرة، وتنفيذ برامج توعية ميدانية، خصوصًا في القرى النائية التي سجلت أعلى عدد من الإصابات. كما طالبوا ببدء دراسات علمية لفهم دورة حياة الحشرة وكيفية الحد من انتشارها مستقبلًا.

ليست قاتلة.. لكنها مؤذية بشدة

بحسب تأكيدات الأطباء، فإن حشرة 'النامس الكيميائي' ليست قاتلة، لكنها تسبب أضرارًا جلدية مؤلمة قد تتطور إلى مضاعفات صحية خطيرة في حال عدم تلقي العلاج المناسب، خاصة لدى الأطفال والمصابين بأمراض الجلد المزمنة. ويُذكر أن هذه الحشرة ظهرت سابقًا في دول أفريقية أخرى، لكنها لم تصل إلى هذا المستوى من الانتشار مثلما يحدث الآن في النيل الأبيض.

ما المطلوب من المواطنين؟

في ظل القلق المتصاعد، ينصح الأطباء وخبراء الصحة العامة المواطنين بالآتي:

واقع جديد يحتاج إلى جاهزية صحية وبيئية

تمثل هذه الظاهرة تحديًا جديدًا يضاف إلى سلسلة التحديات الصحية والبيئية التي تعاني منها البلاد، وتؤكد الحاجة إلى نظام رصد بيئي متكامل، واستجابة صحية عاجلة للتعامل مع المخاطر غير المتوقعة، في وقت تعيش فيه البلاد أوضاعًا معقدة على جميع الأصعدة.