لايف ستايل
موقع كل يوم -مجلة سيدتي
نشر بتاريخ: ٥ أيار ٢٠٢٥
النظام الغذائي يرتبط مباشرة بالصحة العامة، ومنها صحة الدماغ، لذلك قد تؤثر الأطعمة التي يتناولها أي شخص على فرص إصابته بالخرف. وتُشير بعض الدراسات إلى أن هناك أطعمةً محددةً قد تزيد فرصة الإصابة وتؤثر على الدماغ بشكل مباشر.
عادةً ما تسبب الأطعمة المصنّعة بشكل خاص مضاعفات خطيرة على الصحة، وغيرها من الأطعمة الشائعة قد تُسهم بشكل مباشر في تسريع التدهور الإدراكي وزيادة فرص الإصابة بالخرف، بما في ذلك مرض الزهايمر.
أطعمة تسبب الخرف
هناك مجموعة من الأطعمة التي أثبتت الدراسات أنها تزيد خطر الإصابة بالخرف، ومنها التالي:
الأطعمة المصنّعة
كشفت دراسة نشرت في مجلة Neurology الصادرة عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، أن تناول الأطعمة المعالجة أو المصنّعة مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 25%. وتشمل هذه الأطعمة: النقانق، البسكويت، المشروبات الغازية، رقائق البطاطس، الوجبات الجاهزة والحلويات الصناعية. شملت الدراسة أكثر من 72 ألف مشارك بريطاني، وتمت متابعتهم على مدار عشر سنوات، وخلصت إلى أن كل زيادة بنسبة 10% في استهلاك هذه الأطعمة تقابلها زيادة واضحة في خطر الإصابة بالخرف. يُرجع الباحثون السبب إلى أن الأطعمة فائقة المعالجة تحتوي على نسب عالية من السكريات والدهون المهدرجة والمواد الحافظة، وهي مكونات تؤدي إلى التهابات مزمنة وإجهاد تأكسدي يسرّع من تلف الخلايا العصبية.
اللحوم الحمراء المعالَجة
في تقرير حديث نشرته صحيفة The New York Post، حذر أطباء من أن تناول اللحوم الحمراء المعالَجة – مثل اللحم المقدد، السلامي، البرغر المعلب، والنقانق – حتى ولو بكميات صغيرة، قد يرفع من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 13%. ويعود هذا الخطر إلى المواد الكيميائية المستخدمة في حفظ هذه اللحوم، مثل النيتروزامينات والنترات، والتي تؤثر على صحة الدماغ من خلال الإضرار بالأنسجة العصبية، إلى جانب تأثيرها على ميكروبيوم الأمعاء الذي يلعب دوراً في تنظيم كيمياء المخ والمزاج والتركيز.
المشروبات السكرية
تحتوي المشروبات الغازية والعصائر الصناعية على كميات كبيرة من السكريات المكررة، والتي تؤدي إلى ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم بشكل مفاجئ. وقد أظهرت دراسات أن ارتفاع السكر المزمن يسبب انكماش حجم الدماغ وضعف التواصل بين الخلايا العصبية، مما يزيد من خطر الإصابة بالخرف.
الخبز الأبيض والكربوهيدرات المكررة
يتم هضم هذه الأطعمة بسرعة فتؤدي إلى ارتفاع كبير في مؤشر السكر في الدم، ما قد يضر بوظائف الدماغ بمرور الوقت. يشير بعض الدراسات إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالكربوهيدرات البسيطة ترتبط بتراجع القدرات المعرفية وزيادة تراكم بروتينات غير طبيعية في الدماغ.
اقرئي أيضاً الزهايمر: علاجات حديثة مساعِدة تُبطئ تطور المرض وتحسّن حياة المرضى وفق مختص
الدهون المتحولة
عادةً ما تحتوي المخبوزات الصناعية وبعض الأطعمة المقلية على الدهون المتحولة. وهذه النوع من الدهون ثبت أنه يسبب زيادة خطر التدهور المعرفي، حيث تُضعف الدهون المتحولة وظائف الأوعية الدموية في الدماغ وتزيد من الالتهابات.
فرط استخدام الملح
الإفراط في تناول الملح يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر أساسي للإصابة بالخرف. كما تُشير بعض الدراسات إلى أن الصوديوم قد يؤثر مباشرة على الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ، مما يحد من تدفق الدم إلى المناطق المسؤولة عن الذاكرة والتفكير.
الأسماك الكبيرة المحتوية على الزئبق
مثل سمك أبوسيف والتونة كبيرة الحجم والماكريل الملكي؛ تحتوي هذه الأنواع على نسب عالية من الزئبق، وهو معدن ثقيل يمكن أن يؤثر سلباً على الجهاز العصبي ويؤدي إلى تراجع القدرات الذهنية والإدراكية عند التعرض له بكميات كبيرة على المدى الطويل.
المحليات الصناعية
تُشير بعض الأبحاث إلى أن المحليات مثل الأسبارتام قد تخل بتوازن البكتيريا النافعة في الأمعاء وتؤثر على الناقلات العصبية، ما قد يؤدي إلى مشاكل في التركيز والمزاج، كما يُشتبه في ارتباطها بالتهابات مزمنة تضر بصحة الدماغ.
لماذا تؤثر هذه الأطعمة على الدماغ؟
تشترك هذه الأطعمة في تأثيرها على الجسم بآلية تسبب تلف الدماغ، ويعود ذلك إلى التالي:
الالتهاب المزمن
النظام الغذائي الغني بالدهون الصناعية والسكريات أو الملح الزائد يسبب ارتفاع نسبة الالتهابات التي ترتبط بتدهور الخلايا العصبية.
تلف الخلايا
من أهم نتائج تناول الأطعمة السابق ذكرها، هو أنها تسبب تلف الخلايا بسبب الإجهاد التأكسدي الذي يضر بالبنية الدقيقة لخلايا الدماغ.
اضطراب ميكروبيوم الأمعاء
الأطعمة السابقة لا تؤثر على الدماغ فحسب، بينما تؤثر على المعدة أيضاً من خلال اضطراب ميكروبيوم الأمعاء والذي يرتبط بشكل مباشر بالصحة الإدراكية والعاطفية.
أمراض مزمنة
هناك بعض الأمراض التي تظهر نتيجة للإفراط في تناول الأطعمة هذه مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري، والتي تعتبر من عوامل الخطر المؤكدة للإصابة بالخرف.
كيفية الوقاية من الخرف
يمكن الوقاية من الخرف أو الحالات المرتبطة به من خلال اتباع بعض الإجراءات الخاصة بالتغذية، مثل:
*ملاحظة من 'سيّدتي': قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.