متابعات – نبض السودان

في خطوة إنسانية استراتيجية، وقّعت سويسرا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان (UNDP) اتفاقية تمويل جديدة بقيمة 3.5 مليون فرنك سويسري، تستهدف تعزيز صمود 160,000 نازح ولاجئ ومواطن محلي في شرق السودان، في ظل واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم اليوم.

مشروع يدمج الإغاثة بالتنمية

المشروع الجديد يحمل عنوان: 'تعزيز قدرة النازحين واللاجئين والمجتمعات المضيفة الضعيفة على الصمود'، ويغطي ثلاث ولايات رئيسية هي: كسلا والقضارف والبحر الأحمر. ويُنفذ ضمن نهج مناطقي مبتكر يجمع بين الإغاثة الفورية والتعافي المبكر والتنمية طويلة الأجل.

تدخلات استراتيجية ثلاثية الأبعاد

سيتم تنفيذ المشروع عبر ثلاث مسارات متوازية:

الإنتاج الزراعي ومصائد الأسماك

يشمل توفير بذور مقاومة للمناخ، أدوات زراعية، مواشي، وتدريب فني، مع دعم دخل الأسر من خلال منح للمشروعات الصغيرة، وبرامج 'النقد مقابل العمل'، وتنمية المهارات، خاصة للشباب والنساء.

المياه والطاقة النظيفة

سيتم إنشاء أنظمة ري ومياه تعمل بالطاقة الشمسية، وتوزيع أطقم طاقة منزلية للأسر، وتركيب أعمدة إنارة شمسية لتأمين المناطق الحيوية، وتوفير الكهرباء للمدارس والعيادات.

بناء السلام والتماسك المجتمعي

يشمل تأسيس لجان محلية لفض النزاعات تضم نساء وشبابًا وممثلين من المجموعات السكانية، وتنظيم منتديات لتعزيز التعايش والتفاهم بين النازحين والمجتمعات المضيفة.

التزام سويسري بحلول مستدامة

قالت كاترين فيس، رئيسة التعاون السويسري بالإنابة:

'نحن لا نؤمن فقط بالاستجابة الطارئة، بل نركز على معالجة الجذور العميقة للهشاشة، وبناء مستقبل يقوده الناس بأنفسهم.'

ميزانية كلية تتجاوز 8 ملايين دولار

تبلغ الميزانية الإجمالية للمبادرة 8.78 مليون دولار، وتشارك في تمويلها أيضًا إيطاليا، اليابان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بموارده الداخلية، مع تنفيذ مشترك من قبل منظمات محلية وحكومية.

استثمار في الصمود لا في الإغاثة فقط

أوضح لوكا ريندا، الممثل المقيم لـUNDP في السودان:

'الحرب خلّفت أزمة إنسانية عميقة، لكن الحل لا يكمن فقط في المساعدات، بل في تمكين المجتمعات من استعادة حياتها بقيادتها الذاتية.'