اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في تصعيد جديد للتوتر الشعبي بين السودانيين ودولة الإمارات، شهدت صفحة قناة العين الإخبارية التابعة لأبوظبي على منصة فيسبوك هجومًا حادًا من أكثر من 5 آلاف مستخدم سوداني خلال ساعات قليلة، عقب نشر القناة خبرًا حول المساعدات الإماراتية المقدمة إلى السودان.
منشور العين الإخبارية يشعل موجة غضب غير مسبوقة
وبحسب ما رصدته “الزاوية نت”، فقد تجاوز عدد التعليقات على منشور القناة 5800 تعليق خلال ست ساعات فقط، جميعها جاءت منتقدة للمنشور ولسياسات الإمارات تجاه السودان، حيث اعتبر كثير من المعلقين أن الحديث عن المساعدات الإنسانية لا يعكس حقيقة الدور الإماراتي في الأزمة السودانية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
تفاصيل الخبر الذي أشعل العاصفة
وكانت قناة العين قد نشرت خبرًا ذكرت فيه أن الإمارات تواصل جهودها الإنسانية والإغاثية تجاه الشعب السوداني، مؤكدة التزامها بـ “نهجها الثابت في دعم المتضررين من الأزمات وتعزيز الاستجابة الدولية للاحتياجات الإنسانية المتزايدة في السودان ودول الجوار”.
ووفقًا لما نشرته القناة، فإن قيمة المساعدات الإماراتية المقدّمة للسودان بين عامي 2014 و2025 بلغت نحو 3.95 مليار دولار أمريكي، شملت مشروعات إغاثية وتنموية داخل السودان وفي عدد من الدول المجاورة.
السودانيون يردّون بغضب: “هذه ليست مساعدات بل تدخلات”
لكن المنشور، وفق المتابعة، قوبل بانتقادات عنيفة من آلاف السودانيين الذين عبروا عن رفضهم لما وصفوه بتزييف الحقائق وتبييض الصورة الإماراتية، معتبرين أن الإمارات تتدخل بشكل مباشر في الشأن الداخلي السوداني من خلال دعمها العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب.
وجاءت أغلب التعليقات غاضبة وحادة اللهجة، حيث كتب أحدهم: “انظروا إلى التعليقات وسوف ترون حب السودانيين لكم”، في إشارة ساخرة إلى موجة الرفض الواسعة التي قوبل بها المنشور، فيما أشار مكاشف فضل المولى علي إلى أن “المخيمات التي تتحدث عنها الإمارات لم تكن إنسانية، بل تحولت إلى مقرات للمتمردين والمسلحين”.
أما محمد أحمد عبدالرحمن جميل فقد كتب قائلًا: “الإمارات بالفعل قدمت 3.9 مليار دولار، ولكن ليس لدعم الشعب السوداني بل لدعم مليشيا الدعم السريع”، وهو تعليق حاز تفاعلًا كبيرًا بين المستخدمين السودانيين.
الإمارات تؤكد استمرار دعمها الإنساني للسودان
في المقابل، قالت القناة في خبرها إن الإمارات قدّمت منذ اندلاع النزاع في عام 2023 نحو 681.8 مليون دولار كمساعدات إنسانية مباشرة استفاد منها أكثر من مليوني شخص، إضافة إلى تعهدها بتقديم 200 مليون دولار إضافية خلال المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان، الذي انعقد في أديس أبابا في 14 فبراير 2025.
وأكدت أن تلك المساعدات تعكس “التزام الإمارات الإنساني تجاه الشعب السوداني” ومواصلتها “دعم الجهود الدولية لتخفيف معاناة المدنيين في مناطق النزاع”.
تعليقات غاضبة تكشف حجم الاحتقان الشعبي
لكن التعليقات المتدفقة على منشور العين الإخبارية كشفت عن حالة احتقان شعبي واسعة تجاه الدور الإماراتي، حيث اعتبر كثير من المعلقين أن الحديث عن المساعدات يأتي في وقت تشهد فيه البلاد دمارًا واسعًا نتيجة دعم أطراف أجنبية للمليشيات المسلحة.
وأكد عدد من المتفاعلين أن الشعب السوداني لا يمكن أن ينسى ما وصفوه بـ”الدور السلبي” لأبوظبي في الأزمة، متهمينها بـ “جلب المرتزقة والسلاح إلى السودان بما في ذلك الطائرات القتالية”.
مراقبون: الهجوم الإلكتروني يعكس تحوّلًا في الرأي العام السوداني
ويرى محللون أن الهجوم الإلكتروني الكاسح على صفحة قناة العين يعكس تحولًا جذريًا في المزاج الشعبي السوداني تجاه الإمارات، بعدما كانت تُعتبر سابقًا من الدول الداعمة للسلام والتنمية في السودان.
ويشير المراقبون إلى أن التعليقات المنتقدة تعكس رفضًا شعبيًا واسعًا لأي تدخل خارجي في الشأن السوداني، خصوصًا من الدول التي تتهمها فصائل سودانية بدعم طرف ضد آخر في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين.
الإعلام العربي يلتزم الصمت
اللافت أن وسائل الإعلام العربية الكبرى لم تتناول موجة الهجوم الشعبي السوداني على قناة العين، رغم ضخامتها وتفاعلها الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي، ما اعتبره ناشطون تعتيمًا إعلاميًا متعمدًا لتجنب الإحراج الدبلوماسي بين الخرطوم وأبوظبي.
السودانيون: “لسنا ضد المساعدات.. بل ضد التوظيف السياسي”
في ختام موجة التعليقات، شدد كثير من السودانيين على أنهم لا يرفضون المساعدات الإنسانية من أي جهة، لكنهم يرفضون استغلالها سياسيًا أو استخدامها لتجميل مواقف الدول المتورطة في النزاع، مؤكدين أن السودان يحتاج إلى “مساعدات حقيقية لا مشروطة، تنقذ المدنيين بدلًا من تمويل الحرب”.