متابعات – نبض السودان

في تصعيد غير مسبوق على الجبهة الروسية الأوكرانية، نفذ جهاز الأمن في أوكرانيا عملية نوعية وصفها بالموسعة، استهدفت أربعة مطارات عسكرية في العمق الروسي، مما أسفر عن تدمير عدد من القاذفات الاستراتيجية الروسية، وإشعال حرائق ضخمة في منشآت عسكرية حساسة.

القصف يطال مواقع عسكرية في بيلايا وديغيليفو وأولينيا وإيفانوفو

ووثّقت مقاطع مصورة تداولها ناشطون ووسائل إعلام احتراق طائرات عسكرية روسية في مطارات 'بيلايا'، 'ديغيليفو'، 'أولينيا'، و'إيفانوفو'. وتُظهر اللقطات طائرات أوكرانية مسيّرة وهي تستهدف قاذفات استراتيجية متمركزة في قاعدة 'أولينيا' الجوية، في عملية وُصفت بأنها الأجرأ منذ بدء الحرب.

اجتماع طارئ في الكرملين لمواجهة التطور المفاجئ

وعلى خلفية هذا التطور الميداني، أفادت وسائل إعلام روسية أن كبار القادة والمسؤولين الأمنيين في موسكو عقدوا اجتماعًا عاجلًا في الكرملين، لمناقشة تداعيات الهجوم الجوي الأوكراني على قواعد جوية تعتبر حيوية للأمن العسكري الروسي.

استهداف سيبيريا: عملية نوعية على بعد آلاف الكيلومترات

وفي تصعيد لافت، كشف مصدر أمني أوكراني أن العملية شملت أيضًا استهداف قاعدة جوية في عمق شرق سيبيريا، على بعد أكثر من 4200 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، ما يعكس قدرات متطورة للمسيّرات الأوكرانية على الوصول إلى أهداف نائية في الداخل الروسي.

وقال المصدر: 'نحن ننفذ عملية خاصة واسعة النطاق لتدمير قاذفات معادية بعيدة من الجبهة'، مؤكدًا أن الهجمات أسفرت عن تدمير أكثر من 40 طائرة عسكرية روسية.

حريق ضخم في مطار بيلايا يربك الدفاعات الروسية

وقد اندلع حريق هائل في مطار بيلايا، بمنطقة إركوتسك في شرق سيبيريا، نتيجة الضربة الجوية المباغتة. وتُعد هذه الضربة من أعمق الهجمات التي تشنها أوكرانيا منذ اندلاع الحرب، ما يمثل تحديًا جديدًا لفاعلية الدفاعات الجوية الروسية.

زيلينسكي: وفد أوكراني في إسطنبول للتفاوض مع روسيا

سياسيًا، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن توجه وفد أوكراني، برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف، إلى مدينة إسطنبول، الاثنين، لاستئناف المحادثات مع الجانب الروسي. وكتب زيلينسكي في منشور له على وسائل التواصل: 'لقد حددنا مواقفنا قبل اجتماع إسطنبول، والأولويات هي وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار، وإعادة الأسرى والأطفال الأوكرانيين'.

مفاوضات جديدة رغم التصعيد العسكري

ويأتي الإعلان عن جولة جديدة من المفاوضات، وسط استمرار القصف المتبادل والعمليات العسكرية على الأرض، وهو ما يضع علامات استفهام حول فرص نجاح هذه الجولة في ظل التوترات المتزايدة.

جهود دبلوماسية مكثفة وسط أزمة ثقة متبادلة

من جانب آخر، تتواصل الجهود الدبلوماسية الدولية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب المندلعة منذ عام 2022، في وقت تُعرقل فيه أزمة الثقة بين موسكو وكييف أي تقدم ملموس. وتستمر الاتهامات المتبادلة بين الطرفين حول عدم الالتزام بتفاهمات سابقة، رغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف إطلاق النار.

قفزة نوعية في العمليات الأوكرانية قد تعيد رسم خارطة الصراع

ويرى مراقبون أن الهجمات الأخيرة قد تشكل نقطة تحول استراتيجية في الصراع الروسي الأوكراني، حيث أظهرت قدرة كييف على الوصول إلى منشآت عسكرية روسية في عمق البلاد، ما قد يدفع موسكو إلى تعديل استراتيجياتها الدفاعية والهجومية، وربما إعادة حساباتها السياسية والعسكرية.