مياشر- سلمى محمد- أبرمت شركة 'إنفيديا' اتفاقاً للاستحواذ على شركة 'جروك' الناشئة المتخصصة في شرائح تسريع الذكاء الاصطناعي مقابل نحو 20 مليار دولار نقداً، في أكبر صفقة استحواذ في تاريخ عملاق الرقائق.

تأتي هذه الخطوة لتعزز هيمنة 'إنفيديا' في سوق الأجهزة المخصصة للذكاء الاصطناعي، متجاوزة صفقتها الكبرى السابقة التي بلغت 7 مليارات دولار للاستحواذ على 'ميلانوكس' الإسرائيلية في عام 2019. وتستفيد 'إنفيديا' من سيولتها النقدية الضخمة التي بلغت 60.6 مليار دولار بنهاية أكتوبر الماضي لتنفيذ هذه الصفقة، التي تستهدف بشكل أساسي تقنية 'جروك' الفائقة في مهام الاستنتاج وهي العمليات التي تنفذها النماذج اللغوية الكبيرة بعد مرحلة التدريب، بحسب 'سي إن بي سي'.

تأسست 'جروك' في عام 2016 على يد مهندسين سابقين من 'جوجل'، بقيادة جوناثان روس، الذين ساهموا في تطوير وحدات معالجة الموتر (TPU) الشهيرة. وتتميز وحدات معالجة اللغة (LPU) التي تنتجها الشركة بقدرتها على تقديم مخرجات نصية بسرعات قياسية وتكلفة أقل بكثير مقارنة بمعالجات الرسوم التقليدية، مما جذب اهتمام مطورين عالميين واستثمارات من جهات كبرى مثل 'بلاك روك' و'سيسكو'. وتأتي هذه الصفقة في وقت تشهد فيه الشركات الناشئة في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي زخماً هائلاً، حيث تهدف 'جروك' لتحقيق إيرادات بقيمة 500 مليون دولار هذا العام.

من خلال هذا الاستحواذ، تسعى 'إنفيديا' لإحكام قبضتها على دورة حياة الذكاء الاصطناعي بالكامل؛ من التدريب المكثف إذ تتفوق معالجاتها، إلى الاستنتاج السريع والفعال الذي تبرع فيه 'جروك'. ويرى الخبراء أن هذه الخطوة هي رد استباقي على محاولات شركات التقنية الكبرى لتقليل الاعتماد على 'إنفيديا' عبر تطوير رقائقها الخاصة، مما يضمن بقاء حلول' إنفيديا' الخيار الأكثر كفاءة وسرعة للمطورين حول العالم.