متابعات- نبض السودان

شهدت مدينة الفولة في ولاية غرب كردفان فاجعة مروعة هزت أركانها، بعد العثور على جثمان شاب ثلاثيني مقطع الأوصال، في جريمة بشعة ارتكبها أحد أفراد مليشيا الدعم السريع، وسط أنباء عن سقوط ضحايا آخرين في جرائم مشابهة تشهدها المدينة المنكوبة.

جرائم متواصلة والفوضى تعصف بالمدينة

أكد الرائد فتح العليم الشوبلي، قائد قوات العمل الخاص بسنار، أن هذه الجريمة ليست سوى حلقة جديدة ضمن سلسلة طويلة من الجرائم اليومية التي تضرب عاصمة ولاية غرب كردفان، مشيرًا إلى أن المدينة باتت مستباحة بالكامل من قبل عصابات المليشيا التي تحكم قبضتها عليها.

الجريمة المنظمة تسود في ظل غياب القانون

وأضاف الشوبلي أن ما يجري في الفولة لا يمكن اعتباره مجرد جرائم فردية، بل هو انعكاس مباشر لحالة الفوضى العارمة التي تشهدها المدينة. وأوضح أن عصابات الجريمة المنظمة انتشرت بشكل لافت، مستغلة سيطرة المليشيا التي لا تعنيها حياة الناس، مشغولة بجباية الأموال، وقمع الحريات، وجر المواطنين إلى صراعات قبلية لتنفيذ أجنداتها الخبيثة.

الفولة تتحول إلى مدينة أشباح

وأوضح قائد قوات العمل الخاص أن مدينة الفولة التي كانت رمزًا للحياة والتعايش، تحولت اليوم إلى مدينة للرعب والخوف، مدينة للأشباح التي تسكنها الذكريات المؤلمة. أصبحت الأرواح مستباحة، والدماء رخيصة، والعدالة غائبة تمامًا، فيما يواصل مرتزقة الدعم السريع فرض ثقافة العنف والكراهية، ويحكمون مناطق سيطرتهم بمنطق الغاب الذي لا مكان فيه للقانون.

أهمية استراتيجية للفولة وولاية غرب كردفان

وتعود أهمية الفولة إلى كونها عاصمة ولاية غرب كردفان، الولاية ذات الموقع الاستراتيجي جنوب غرب إقليم كردفان، والتي تضم أحد أكبر حقول النفط في السودان. ولا تقتصر أهمية الفولة على ذلك، إذ تمر عبرها خطوط أنابيب النفط التي تنقل بترول جنوب السودان للتصدير عبر ميناء بشائر على ساحل البحر الأحمر، ما يجعل السيطرة عليها هدفًا استراتيجيًا لأي جهة مسلحة تسعى لبسط نفوذها.

سيطرة الدعم السريع على الفولة

يذكر أن قوات الدعم السريع قد سيطرت في العشرين من يونيو 2024م على مدينة الفولة، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني، ودفع المدينة إلى هاوية العنف والفوضى، في ظل غياب الدولة ومؤسساتها.