اخبار الإمارات
موقع كل يوم -مباشر
نشر بتاريخ: ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٥
مباشر- يشهد قطاع المعادن الثمينة تحولاً جذرياً من كونه مجالاً لوجستياً خاملاً إلى أحد أكثر القطاعات ربحية في عالم التمويل، حيث تتسابق البنوك العالمية وكبار التجار لتوسيع مكاتب التداول وقدرات التخزين.
وتأتي هذه الطفرة مدفوعة بالارتفاع التاريخي لأسعار الذهب التي لامست مستوى 4500 دولار للأوقية لأول مرة اليوم الأربعاء، محققة مكاسب سنوية بنسبة 71%، بينما قفزت الفضة بنسبة 150% لتتجاوز حاجز 70 دولاراً للأوقية.
أرجع المحللون هذا الزخم إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وفنزويلا، بالإضافة إلى التوقعات القوية بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما دفع إيرادات مكاتب تداول المعادن في البنوك الرائدة للنمو بنسبة 50% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025.
ودفع هذا الانتعاش غير المسبوق بنوكاً كبرى مثل 'سوسيتيه جنرال' و'مورجان ستانلي' إلى إعادة إحياء وتوسيع فرقها المتخصصة في المعادن الثمينة بعد سنوات من الانكفاء. ووفقاً لبيانات شركة 'Crisil'، بلغت إيرادات تداول الذهب في 12 بنكاً رئيساً نحو 1.4 مليار دولار منذ بداية العام وحتى سبتمبر، مما يضع عام 2025 على الطريق الصحيح ليكون ثاني أفضل عام تاريخي لهذا القطاع.
ولا يقتصر التنافس على المصارف فحسب، بل امتد ليشمل مؤسسات غير مصرفية مثل مصفاة 'MKS Pamp' السويسرية ومنصة 'StoneX'، التي سارعت لتعزيز عملياتها في تجارة السبائك وافتتاح خزائن جديدة في مراكز التداول العالمية مثل نيويورك ولندن.
بعد سنوات من اعتبار امتلاك خزائن الذهب عملاً 'مملاً' ومنخفض الربحية، عاد هذا النشاط إلى الواجهة كأداة استراتيجية لتحقيق دخل مستدام يشبه 'المعاش السنوي'.
وتدرس مؤسسات كبرى مثل 'سيتي جروب' حالياً فتح خزائن خاصة بها، حيث تمنح ملكية الخزينة أفضلية كبرى في عمليات المقاصة والخدمات اللوجستية، خاصة في سوق لندن التي تعد أضخم مركز لتجارة الذهب المادي عالمياً بتداولات سنوية تتجاوز 35 تريليون دولار.
وتستفيد بنوك وول ستريت من ميزانياتها العمومية الضخمة للتعامل مع الارتفاعات الفجائية في الأسعار، والتي قد تسبب ضغوطاً مالية على المصنعين والتجار الصغار.
وفي المقابل، تبرز ميزة المنافسين خارج القطاع المصرفي في خبرتهم العميقة بسلاسل التوريد والتحقق من منشأ السبائك المادية لضمان مطابقتها لمعايير 'التسليم الجيد'.
ودخلت شركات تجارة السلع التقليدية مثل 'ترافيجورا' و'جونفور' إلى هذا المضمار عبر افتتاح مكاتب لتداول الذهب المكرر، مستفيدة من صفقات 'المراجحة' السعرية التي ظهرت بين أسواق نيويورك ولندن نتيجة المخاوف من السياسات التجارية والرسوم الجمركية المتوقعة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


































