رفض الكاتب الأول لحزب الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، تعديل النظام الأساسي للحزب فيما يخص التنصيص على ولاية رابعة للكاتب الأول في المؤتمر الوطني الأول، داعيا لمنح القرار النهائي للمؤتمر باعتباره 'سيد نفسه'.

وسجل لشكر، في مداخلة له خلال أشغال اللجنة التحضيرية، صباح السبت بالرباط، أنه 'عندما إصدار قواعد قانونية، فإنها تصدر لتسري على جميع أعضاء الاتحاد'، مشيرا إلى أنه 'فيما يتعلق بعدد الولايات، يجب المحافظة، وفق تعبيره، على القاعدة العامة التي تم اعتمادها في المؤتمرات السابقة، وهي تحديد عدد الولايات في ثلاث على أن يكون القرار الأخير لأعضاء المؤتمر الوطني.

واستطرد موضحا: 'عوض أن تنطبق القاعدة على الكاتب الأول فقط، يجب أن تشمل كل المسؤولين التنفيذيين في مختلف الأجهزة المجالية أو القطاعية، وينبغي أن يسري الأمر نفسه على التنظيمات الشبابية والنسائية، وكذلك على رئيس الفريق البرلماني، وكل مؤسسات الحزب، بما في ذلك الكاتب الأول ونوابه.

وأضاف: 'حتى تكون القاعدة مجردة، يجب أن تُسنّ بصيغة عامة، على أن يتم التنصيص على الاستثناء فقط في حال طلبه أكثر من ثلثي الهيئة المقررة، سواء تعلق الأمر بمؤتمر إقليمي أو جهوي، أو أي إطار تنظيمي مجالي داخل الحزب، أما الصيغة المقترحة، فإنها توحي وكأن الأمر يخص هذا المؤتمر فقط، بينما نحن نتحدث عن قاعدة قانونية عامة لا ينبغي تخصيصها بأي مسؤول تنفيذي معين، بل يجب أن تنسحب على كل من يتحمل المسؤولية التنفيذية كيفما كان موقعه'.

وبخصوص منهجية الاشتغال، اقترح لشكر أن يتمحور النقاش حول هذه الملاحظات، حتى يتسنى لكل عضو أن يُدلي بفكرته أو اقتراحه أو تعديله في هذا الإطار، داعيا باللجنة التحضيرية إلى الاستمرار في عملها، لأنه لا يمكن إعادة تشكيل لجان جديدة للصياغة وغيرها، وفق تعبيره، مطالبا أن يتم إدماج هذه الملاحظات في التقرير وإدماج جميع التعديلات المقترحة في المجلس الوطني، وأن تُرسل إلى الجهات والأقاليم والقطاعات التي ستبدأ مناقشتها في بداية شهر شتنبر.

من جهتهم، عبر أعضاء الحزب، سواء باللجنة التحضيرية أو المجلس الوطني، في مداخلات لهم، عن مساندتهم ودعمهم لادريس لشكر لمواصلة قيادة الحزب لولاية رابعة والدخول للمؤتمر الوطني المقبل باتفاق وإجماع مسبق.

جدير بالذكر أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني عشر لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قدمت مقترحا يرمي إلى تعديل النظام الأساسي للحزب، بهدف تمكين الكاتب الأول، إدريس لشكر، من الاستمرار في قيادة الحزب لولاية رابعة متتالية.

وخلال اجتماع عقدته لجنة القوانين والأنظمة المنبثقة عن اللجنة التحضيرية صباح السبت بالرباط، أشار أعضاؤها إلى وجود إجماع داخل اللجنة على أن الحزب يتجه نحو عقد مؤتمره المقبل في ظل رغبة في تجديد ولاية الكاتب الأول، مع اعتبار هذا التوجه تعبيرا عن “مصلحة عليا للحزب”.

ولتحقيق ذلك، طرحت اللجنة خيارين اثنين. يتمثل الأول في قيام المؤتمر الوطني بتمديد ولاية الكاتب الأول من خلال تعديل المادة 217 من النظام الأساسي، التي تنص على “عدم تجاوز ثلاث ولايات، إلا إذا اقتضت المصلحة العليا للحزب خلاف ذلك”. وفي هذه الحالة، يقرر المجلس الوطني التمديد، ويعرض الأمر على المؤتمر للمصادقة عليه بأغلبية الثلثين، ما يجعل الولاية الجديدة قائمة دون الحاجة إلى انتخابات جديدة أو إجراءات تنظيمية إضافية.

أما الخيار الثاني، فيتمثل في خوض الكاتب الأول غمار الانتخابات مجددا داخل المؤتمر، وفق الآليات المعتمدة سابقا، وذلك في حال عدم تعديل المادة المذكورة، أو عدم تحقق شرط أغلبية الثلثين.