استفسرت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، اليوم الجمعة، الرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي والقيادي السابق بحزب الأصالة والمعاصرة، سعيد الناصري، عن علاقته بشبكة التهريب الدولي للمخدرات، والتي يتم التحقيق فيها بناء على تصريحات الحاج ابن إبراهيم، الملقب بـ'اسكوبار الصحراء'.

وقال سعيد الناصري إن 'واقعة نقل المخدرات من نسج خيال الحاج ابن إبراهيم ومن معه، حيث إن محاضر الضابطة القضائية تدور بين ثلاثة مصرحين يوجهون لي اتهامات ثقيلة، خاصة تلك المتعلقة بالمخدرات'.

وذكرت المحكمة الناصري ببعض الوقائع التي تفيد بأن دوره كان يتمثل في التنسيق والمسؤولية عن العلاقات بين أفراد شبكة عبد الواحد لغزاوي وشقيقه، والمتهم عبد النبي البعيوي.

وأكد الناصري أن هذه الوقائع مجرد افتراءات من صنع خيال المالي، وكذلك من نسج خيال نبيل الضيفي، وزنطار، ولطيفة رأفت، وفدوى أزيرار، وذلك بعدما استفسره القاضي عن مجموعة من العمليات التي قيل إنه نسق لها، بحسب ما ورد في تصريحات 'المالي'.

ونفى الناصري علاقته بالمسمى 'غيزاوي'، إضافة إلى المواطن الإسباني المدعو 'خيسوس'، مشددا على أنه 'لا علاقة له بعملية تهريب عشرات الأطنان من المخدرات، والتي تمت على مراحل متقطعة عبر باخرة'.

وشدد على أنه 'لم يسبق لي أن أرسلت شريحة اتصالات مع موظف بإدارة السجون، وإذا أرادت المحكمة التحقق من هذا الأمر، عليها استدعاء هذا الموظف للإدلاء بشهادته'، مردفا: 'كنت أتحدث مع الحاج ابن إبراهيم عبر هاتف إدارة السجون'.

ونفى الرئيس السابق للوداد واقعة تسليم الحاج ابن إبراهيم كيسا بلاستيكيا يحتوي على مبلغ مالي مهم، وهي الادعاءات التي وردت على لسان لطيفة رأفت، مشيرا إلى أن 'لطيفة رأفت قدمت روايات مختلفة حول هذا الموضوع، سواء في محاضر الضابطة القضائية أو أمام قاضي التحقيق أو حتى في تصريحاتها للصحافة'.

وقدم أشرف جدوي، محامي دفاع سعيد الناصري، ملتمسا إلى هيئة الحكم التي يرأسها المستشار علي الطرشي، بعرض محضر لطيفة رأفت أمام قاضي التحقيق، والذي يتضمن تناقضات صارخة وشهادة غير صحيحة.

وأوضح الناصري: 'لم أقدم لطيفة رأفت خواتم ذهبية كما ادعت في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، مضيفا: 'أنا لم أشتغل تاجر ذهب لكي أقدم لها خاتما ذهبيا'.

وأشار إلى أن 'الحاج ابن إبراهيم يدعي وقائع ويصر على أنها حقيقية ولم يعاقب عليها من طرف المحكمة، في حين يحاكم الناصري الذي ينفي هذه الادعاءات'، وأضاف: 'نحن في دولة الحق والقانون والحريات، ولا يمكن تقبل هذه الوضعية'.

وواجهت محكمة الاستئناف سعيد الناصري بتحويلات بنكية مضمنة في محاضر تقنية، بلغ مجموعها 89 مليونا و910 آلاف درهم، من سنة 2014 إلى سنة 2023، وقد أكد المتهم أن 'هذه المبالغ تم وضعها خلال 12 شهرا وليس دفعة واحدة'.

وأوضح المتهم أن 'مصدر هذه الأموال معروف، وسبق أن قدمت للفرقة الوطنية للشرطة القضائية أسماء الأشخاص الذين قدموا لي الدعم المالي، لكن الضابطة القضائية رفضت استدعاء هؤلاء الأشخاص لأسباب مجهولة'.

وأضاف: 'مجموع المبالغ المالية المعروضة أمام المحكمة تم صرفها بين سنتي 2015 و2023، وذلك في حساب جمعية نادي الوداد الرياضي'، مؤكدا أن 'الوداد توصل بحوالات مالية مجموعها 5 مليارات و200 مليون سنتيم من حسابي الخاص إلى النادي'.

وأوضح المتهم أنه 'قبل ترشحي لرئاسة الوداد الرياضي، اجتمعت مع مجموعة من رجال الأعمال المعروفين بجهة الدار البيضاء-سطات، ومن بينهم عبد الرحيم بن الضو، القيادي بحزب الأصالة والمعاصرة، وأتوفر على إشهاد يؤكد صحة هذا الكلام'.

وأردف أيضا أن 'حساب نادي الوداد الرياضي خلال سنة 2014 كان محجوزا بسبب الديون المتراكمة على النادي، وأن رجال الأعمال قاموا بجمع أزيد من ملياري سنتيم. ومن بين المساهمين هناك صلاح الدين أبو الغالي وهشام أيت منا'.

وأكد المتهم نفسه أن 'هذه المبالغ المالية تم تحويلها خلال فترة ترشحي لرئاسة الوداد الرياضي، علمًا أن النادي كان يعاني من ديون ثقيلة تصل إلى 7 مليارات سنتيم'، كما استفسره قاضي الجلسة عن أسباب وضع غلاف مالي في حساب ابنه زكرياء الناصري بقيمة مليار و800 مليون سنتيم.

وسجل الناصري أنه 'تم شراء اللاعب بلال أصوفي من النادي القنيطري من حسابي الخاص، وليس من حساب الوداد، وهذا هو الشيك الذي تمت به عملية شراء اللاعب، بالإضافة إلى عقد شراء عبد اللطيف نصير من المغرب الفاسي، وأيضا اللاعب ياسين الكحل، وبالرابح، وهشام العمراني، وصلاح الدين السعيدي، وبنعاشور، بالإضافة إلى شركة الحراسة'.

ولفت المتهم إلى أن 'زكرياء الناصري ليست له علاقة بنادي الوداد الرياضي، وقد وضعت غلافا ماليا في حسابه الخاص، حيث قام بتحرير وكالة خاصة من أجل التصرف في هذه الأموال'، مضيفا: 'علاقتي مع عبد الرحيم بن الضو بدأت بعد شراء هذا الأخير عددا من الأملاك التي كانت بحوزتي، حيث قدم هذه المبالغ عن طريق دفعات، علمًا أن هذا الأخير يشجع فريق الرجاء البيضاوي'.

وأضاف الناصري أن 'الدعم المالي الذي قدمه لي عبد الرحيم بن الضو جاء في سياق الصداقة التي تجمعنا، وأن كريم الناجي، ابن صديقي الذي توفي، يشتغل في مجال الفلاحة، وقد استمرت الصداقة مع ابنه'.