شاركت المملكة المغربية بوفد رفيع المستوى ترأسته وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، في أشغال الدورة 123 للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، التي احتضنتها مدينة سيغوفيا الإسبانية. وقد ضم الوفد المغربي أيضاً سفيرة صاحب الجلالة بمدريد، كريمة بنيعيش، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين. وناقشت هذه الدورة مستقبل القطاع السياحي العالمي، في ظل التحديات المناخية والرهانات التنموية.

وخلال هذا الاجتماع، شهد المجلس التنفيذي حدثاً بارزاً تمثل في انتخاب الإماراتية شيخة النوايس كأول امرأة تتولى منصب الأمين العام للمنظمة، وذلك للفترة 2026-2029، ما يعكس توجهاً جديداً نحو تنويع القيادة وتعزيز الحضور النسائي في مؤسسات السياحة العالمية. كما ناقش المجلس ملفات ترشيح الإمارات وغانا واليونان والمكسيك، مع التركيز على آليات تطوير السياحة القروية والمستدامة.

وفي خطوة ذات بعد استراتيجي، تبنى المجلس التنفيذي رسمياً قرار إنشاء أول مكتب موضوعاتي لمنظمة السياحة العالمية في إفريقيا، والذي سيحتضنه المغرب. وقد جاء هذا التتويج بعد توقيع اتفاق المقر في يناير الماضي، ثم توقيع الاتفاق المالي خلال هذه الدورة. وأكدت الوزيرة عمور في كلمتها على الأداء المتميز للسياحة المغربية، مشيرة إلى أن المملكة استقبلت 17.4 مليون سائح في 2024، أي بزيادة 35% مقارنة بسنة 2019، كما دعت إلى تعزيز حضور المنظمة في إفريقيا عبر برامج فعالة ومبتكرة.

وعلى هامش أشغال المجلس، أجرت الوزيرة عمور والبعثة المغربية لقاءات ثنائية مع نظرائها من الإمارات، إسبانيا، غانا، والمكسيك. وتم خلال هذه اللقاءات بحث سبل تطوير التعاون السياحي، واستكشاف شراكات جديدة تعزز الدينامية التي يشهدها القطاع، خاصة في مجالات الاستثمار والتكوين والتسويق السياحي.