بين صعود يُكتب بماء الذهب، ومصير معلق على خيط رفيع، تعيش كرة القدم في منطقة سوس موسما مليئا بالتقلبات، حيث تباينت مشاعر الجماهير بين فرحة الإنجاز وخيبة الأمل، في موسم استثنائي طبعته الإثارة والدراما الكروية.

ففي الوقت الذي عمّت فيه الاحتفالات مدينة تزنيت، بعد أن تمكن فريق الاتحاد الرياضي أمل تزنيت من تحقيق الصعود التاريخي إلى القسم الوطني الثاني، تزداد معاناة جماهير حسنية أكادير، التي باتت تعيش على أعصابها في ظل الوضعية الحرجة لفريقها، إذ سيخوض 'غزالة سوس' مباراة السد الفاصلة، في محاولة لتفادي الهبوط والحفاظ على مكانته بين الكبار في القسم الأول.

وفي مشهد آخر من مشاهد الإثارة الكروية بالمنطقة، يترقب أنصار أولمبيك الدشيرة موعد مباراة السد بحماس كبير، حيث يحلم الفريق بتحقيق إنجاز تاريخي يقوده إلى قسم الصفوة لأول مرة، في ظل مشوار قوي ومقنع خلال الموسم الجاري.

من جهته، تمكن فريق شباب هوارة من الحفاظ على مكانته في بطولة القسم الوطني هواة، بعد موسم صعب عرف تقلبات في النتائج، لكنه أنهاه بثبات يؤكد عزيمة الفريق على الاستمرار والمنافسة في المواسم القادمة.

حسنية أكادير.. موسم متقلب ومصير معلق بمباراة السد

عانى 'غزالة سوس' من موسم شاق في البطولة الاحترافية القسم الأول، أنهاه في المركز الثالث عشر برصيد 29 نقطة، وهو ما فرض عليه خوض مباراة السد من أجل تفادي الهبوط إلى القسم الثاني. وقد مر الفريق بفترات متقلبة على مستوى الأداء والنتائج، إذ دخل في دوامة من التعثرات، جعلته يصارع من أجل البقاء حتى الدورات الأخيرة.

توالت المطالب الجماهيرية بإجراء تغييرات على الطاقم التقني والإداري، غير أن إدارة النادي لم تستجب لتلك الدعوات، ما ساهم في استمرار حالة عدم التوازن داخل الفريق. ومع توتر الأجواء في محيط الحسنية، يبقى الرهان كبيرًا على مباراة السد التي ستحدد مصير النادي في القسم الأول. وفي ظل هذا الوضع، تواصل الجماهير مطالبتها بإعادة هيكلة شاملة تعيد للنادي هيبته ومكانته، كأحد أبرز ممثلي منطقة سوس في كرة القدم الوطنية.

أمل تزنيت.. بطل سوس الجديد يصعد بثبات

نجح فريق اتحاد أمل تزنيت في تحقيق إنجاز بارز هذا الموسم بالصعود إلى القسم الوطني الثاني، بعد فوزه المهم على اتحاد تمارة بهدفين نظيفين في مباراة حاسمة. وبهذا الانتصار، احتل الفريق وصافة الترتيب برصيد 57 نقطة، مبتعدًا بخمس نقاط عن صاحب المركز الثالث جمعية المنصورية، ما ضمن له التأهل قبل انتهاء الدوري.

وقد بصمت أمل تزنيت على موسم مميز من حيث التنظيم والانسجام بين اللاعبين، مما جعل الفريق يحصد ثمار جهد سنوات من العمل والتطوير في كرة القدم السوسية.

أولمبيك الدشيرة.. في انتظار مباراة السد لتحقيق حلم الصعود

يواصل نادي أولمبيك الدشيرة، ممثل جهة سوس ماسة، رحلة المنافسة على الصعود عبر آلية مباريات السد، بعد أن ضمن مقعده في هذه المرحلة المتقدمة من البطولة، محتلاً المركز الرابع برصيد 46 نقطة.

ويعوّل الفريق السوسي على الجولة الأخيرة لحسم تأكيد وجوده ضمن الأربعة الأوائل، مما سيتيح له فرصة خوض مواجهة فاصلة أمام أحد أندية القسم الأول، قد تفتح له أبواب التاريخ لأول مرة في تاريخه. ويعكس هذا الإنجاز تطورًا واضحًا في أداء الفريق وتنظيمه، وهو ما يشعل حماس الجماهير التي تنتظر بفارغ الصبر تحقيق حلم الصعود.

شباب هوارة.. استقرار في القسم الوطني هواة وطموح لمستقبل أفضل

أنهى فريق شباب هوارة الموسم في المركز التاسع برصيد 36 نقطة، ضمن بطولة القسم الوطني هواة. ورغم غيابه عن المنافسة على الصعود، إلا أن الفريق تمكن من الحفاظ على مكانته وسط الكبار، بعدما قدّم موسمًا متوازنًا مكنه من تفادي حسابات النزول.

ويُعتبر هذا الاستقرار النسبي فرصة مهمة لإعادة ترتيب الأوراق، بهدف بناء فريق تنافسي قادر على الصعود مستقبلاً، خاصة في ظل القاعدة الجماهيرية الوفية التي تساند الفريق في السراء والضراء.

ويبقى موسم 2024-2025 علامة فارقة في تاريخ أندية سوس ماسة، إذ رسم معالم جديدة للكرة المحلية، حيث تتقاطع الأفراح والآمال مع القلق والتحديات، فصعود أمل تزنيت يعكس بشائر مستقبل مشرق، بينما تُجسد وضعية حسنية أكادير وأولمبيك الدشيرة صراع البقاء والصعود في أبهى صوره.