كشفت صحيفة 'واشنطن بوست' أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية والإمارات وقطر ستركّز بشكل أساسي على صفقات الأعمال وجذب استثمارات جديدة من المنطقة.

وأوضحت الصحيفة أن اهتمام ترامب بالجانب الاقتصادي يُظهر مدى التداخل بين مصالحه التجارية الشخصية وسياسة الولايات المتحدة الخارجية.

كما أن اختياره لهذه الوجهات في أول جولة دولية له خلال ولايته الرئاسية الثانية يُعد مؤشرا واضحا على أولوياته، فضلا عن كونه انعكاسا لإعجابه بثروات المنطقة وحفلات الاستقبال الفاخرة التي تُعد خصيصا لزياراته.

وجاءت الزيارة بعد جولة قام بها ابنه إريك ترامب، الذي يدير مع شقيقه 'منظمة ترامب'، حيث زار قطر والإمارات مؤخرا لتنسيق صفقات عقارية وتجارية مرتبطة بالعملات الرقمية. وشملت تلك الصفقات مستثمرين لديهم صلات بحكومات تلك الدول، مما يعكس مرة أخرى التداخل بين أعمال العائلة والسياسة الخارجية الأمريكية.

التعامل مع العالم من منظور تجاري

من جانبه، علّق الدبلوماسي المخضرم ريتشارد هاس، الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية، قائلا: 'هذه الرحلة تركّز على الأعمال والاقتصاد، وهذا يكشف الكثير عن نهج هذه الإدارة، التي تتعامل مع العالم من منظور تجاري بحت أكثر من كونه استراتيجيا أو دبلوماسيا.'

وحتى اختيار السعودية كأول محطة في الجولة بدا وكأنه يعتمد على مبدأ 'المزايدة الأكبر'، حيث تحدّى ترامب الحكومة السعودية لزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة مقابل الحصول على الزيارة.

وفي سياق متصل، أعلنت 'منظمة ترامب' عن مشاريع جديدة تشمل فندقا وبرجا ضخما في دبي، وملعب غولف في ضواحي العاصمة القطرية الدوحة. وتقوم هذه المشاريع بالشراكة مع شركة 'دار غلوبال' العقارية، التي تتعاون أيضا مع عائلة ترامب في مشاريع أخرى داخل السعودية.

أبراج وملاعب غولف

ووفقا لمواد التسويق، فإن 'فندق وبرج ترامب الدولي' في دبي، الذي أُعلن عنه في 30 أبريل، سيتألف من 80 طابقا وسيضم ناديا خاصا للأعضاء يقدّم 'مستوى جديدا من الرفاهية الفاخرة'. أما ملعب الغولف في قطر فسيتضمن 18 حفرة، وناديا خاصا، بالإضافة إلى فيلات فاخرة مُطلة على البحر. ويُذكر أن هذا المشروع جزء من تطوير تشرف عليه شركة 'الديار القطرية'.

ومن المقرر أن يشارك ترامب في 'المنتدى السعودي-الأمريكي للاستثمار' بالرياض، حيث سيلتقي كبار المسؤولين التنفيذيين الأمريكيين.

في المقابل، تبقى القضايا الجيوسياسية مثل الملف النووي الإيراني، والحرب في غزة، وحتى زيارة إسرائيل، في مرتبة ثانوية ضمن أجندة ترامب خلال هذه الجولة.

المصدر: صحيفة 'واشنطن بوست'