إنّ بطانة الأمعاء، هي الطبقة الداخلية للأمعاء التي تتلامس مباشرةً مع الطعام المهضوم، وهي تؤدّي دورًا أساسيًا في امتصاص العناصر الغذائيّة، والشوارد، والماء من الطعام الذي نتناوله، كما تعمل كحاجز ضدّ المواد الضارة ومسببات الأمراض. تتكون هذه البطانة من طبقة واحدة من الخلايا المتخصصة، تشمل الخلايا المعوية التي تمتص العناصر الغذائية، والخلايا الكأسية التي تفرز المخاط لحماية سطحها، والخلايا الصماء المعوية التي تُفرز هرمونات لتنظيم عملية الهضم.

كيف تبني بطانة المعدة نفسها؟

لبطانة المعدة مقدرة طبيعيّة بإعادة بناء نفسها بنفسها، كلّ 3 إلى 5 أيّام، حيث تتساقط خلاياها، وتُستَبدَل باستمرار، وهي عمليّة يحدث فيها تجديد سريع للخلايا الجذعيّة المعويّة. خلال هذه العمليّة، تنقسم هذه الخلايا الجذعية وتتمايز إلى أنواع مختلفة من الخلايا، وتنظّم مجموعة من عوامل النمو، ومسارات الإشارات، والتفاعلات مع ميكروبيوم الأمعاء، مما يضمن حفاظ بطانة الأمعاء على سلامتها ووظائفها حتى في مواجهة الإصابات أو الالتهابات أو التآكل المتكرر الناتج عن الهضم.

أخطاء تعيق إعادة بناء بطانة الأمعاء

إنّ بطانة الأمعاء هي من الأنسجة التي تتجدّد بسرعة في الجسم، إذ تبني نفسها بنفسها في مدّة أقصاها 5 أيّام، ولكن الأخطاء التالية تعيق هذه العمليّة:

1- قلّة النوم:

إنّ عدم النوم لساعات كافية يؤدّي إلى ارتفاع نسبة هرمون الكورتيزول في الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف إصلاح الحاجز المعويّ. لذا، ضعي جدولًا مُنَظَمًا لنومك، واحرصي على الاعتياد على اتّباعه، من خلال خلودك كلّ يوم للفراش في الوقت نفسه، والاستيقاظ في الوقت نفسه. ويجب أن تنامي لمدّة 7 ساعات على الأقلّ، وإن واجهت أي اضطرابات في ذلك، تجنّب تناول الأدوية، إنّما حسّني بيئة الغرفة، واحتسي مثلًا مشروبات لأعشاب مهدّئة، مثل الخُزامى واليانسون.

2- نقص الزنك:

عندما تكون نسبة الزنك في جسمك منخفضة، تتباطأ عمليّة تجدّد الخلايا، إذ إنّ هذا العنصر أساسيّ لإصلاح الوصلات الضيّقة في بطانة الأمعاء. ومن الزطعمة الغنيهة بالزنك التي عليك تناولها بطرق صحيّة وبكميّات معتدلة، الدجاج، واللحوم الحمراء، والمكسّرات، والبذور، مثل بذر اليقطين.

3- تناول مضادات الالتهاب:

لا تتناولي أي مضادات للالتهابات من دون وصفة طبيّة، إذ إنّ ذلك يجب أن يكون عند الضرورة فقط، لأنّ جسمك يمكنه أن يهارب الالتهابات بنفسه عندما تكون خفيفة. فإن تناولتها بكثرة، وخصوصًا إن كانت غير سيتروديّة، ستلحق الضرر بخلايا الأمعاء الدقيقة الظاهريّة.

4- تناول أطعمة بمحتويات كيميائيّة:

تؤثّر المحتويات الكيميائيّة في بعض الأطعمة، مثل الملوّنات الصناعيّة، والمواد الحافظة، على الغشاء المخاطيّ في بطانة المعدة، فتتباطأ عمليّة تجدّده. لذا، تجنّبي استهلاكها قدر المستطاع، وركّزي على تناول الأطعمة الطازجة والصحيّة بدلًا منها.

5- التوتّر:

يؤدي التوتّر إلى ارتفاع نسبة الكورتيزول في الجسم، والتي ذكرنا سابقًا أنّ مستوياتها العالية تعيق تجدّد نسيج بطانة المعدة لأنّها تقلّل من تدفّق الدم إليها. لذا، ابتعدي قدر الإمكان عن مصادر التوتّر، وابدئي بممارسة عادات تقلّل من حدّته، مثل تمارين الاسترخاء.