اخبار العراق
موقع كل يوم -اندبندنت عربية
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
يرى الشمري أن تطورات السويداء تثير قلقاً في العراق، لما تحمله من انعكاسات أمنية على الداخل
في وقت تجددت الاشتباكات الدامية بين قوات الحكومة السورية ومقاتلين دروز محليين من أبناء الطائفة الدرزية في مدينة السويداء جنوب سوريا، اليوم الأربعاء، وسّعت إسرائيل ضرباتها المستمرة منذ أمس لتشمل مجمع الأركان العامة في دمشق، بعدما اقتصرت الغارات في اليوم السابق على السويداء ودرعا في جنوب سوريا.
وقالت إسرائيل إنها تتدخل لحماية الأقلية الدرزية، متهمة الحكومة السورية بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين في جنوب البلاد، بينما تعهّد جيشها في بيان رسمي بـ'إبقاء المنطقة منزوعة السلاح' والاستعداد لسيناريوهات متعددة.
وأعادت التطورات العسكرية في السويداء إلى الواجهة المخاوف الإقليمية، لا سيما في العراق والأردن، حيث يُنظر إلى اهتزاز الاستقرار السوري بوصفه تهديداً مباشراً للأمن الوطني، في ظل الجوار الجغرافي.
وفي هذا السياق، يعلّق رئيس مركز التفكير السياسي العراقي، إحسان الشمري، في تسجيل صوتي مع 'اندبندنت عربية'، على طبيعة هذه التحولات وانعكاساتها على الأمن العراقي والعلاقات بين بغداد ودمشق.
ويقول الشمري، إن التطورات الأخيرة في محافظة السويداء تثير قلقاً متزايداً في العراق، لما قد تحمله من تداعيات أمنية مباشرة على الداخل، مشيراً إلى أن أي اهتزاز في الأمن أو الاستقرار السوري، بما في ذلك على المستوى السياسي، ستكون له انعكاسات كبيرة على العراق.
وأضاف أن بغداد سعت في الآونة الأخيرة إلى لعب دور داعم لمسار التحول في سوريا، بخاصة إذا كان هذا التحول يعكس إرادة شعبية باتجاه مسار جديد يضمن وحدة البلاد واستقرارها.
وأشار إلى أن العراق يضع في اعتباره تجربة سابقة مؤلمة، حين أسهمت سوريا، وبدعم مباشر من نظام بشار الأسد، في تدفّق العناصر المتطرفة إلى الأراضي العراقية. وأكد أن هذا الماضي لا يزال حاضراً في العقل الأمني العراقي، ويدفع بغداد إلى دعم إجراءات الدولة السورية التي تعزز من وحدتها وسيادتها، وتمنع الانفلات الأمني.
وحذّر الشمري من أن أي اضطراب جديد، سواء في السويداء أو غيرها من المناطق، قد يؤدي إلى هشاشة أمنية على طول الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، وهو ما يشكّل تحدياً مباشراً للسلطات العراقية.
وفي ما يخص العمليات العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في السويداء، رأى المحلل السياسي العراقي أنها تحمل أكثر من دافع، مضيفاً 'الغضب داخل إسرائيل من الطائفة الدرزية قد يكون من أبرز الأسباب التي دفعت حكومة نتنياهو لاتخاذ هذه الخطوة'.
كما أشار الشمري إلى أن الخطوات التي اتخذتها إسرائيل تأتي في سياقات متعددة، من بينها محاولة امتصاص الغضب داخل إسرائيل من الطائفة الدرزية، إلا أنه لفت في الوقت نفسه إلى أن هذه العمليات العسكرية 'قد لا تكون جدية بشكل كبير'، مرجحاً أن تكون شكلية، على اعتبار وجود 'مساحة للقاء ما بين إسرائيل من جهة وسوريا من جهة أخرى'، في إشارة إلى تفاهمات أمنية غير معلنة بين الطرفين.
وأضاف أن 'إسرائيل تتخوف من تداعيات مستقبلية على حدودها، بخاصة في حال استغلت بعض الميليشيات غير السورية الفوضى القائمة للاقتراب من الحدود أو تثبيت وجودها هناك'، معتبراً أن التدخل الإسرائيلي يأتي أيضاً ضمن هذا الإطار الوقائي.
وفي ما يتعلّق بملف العلاقات العراقية- السورية، قال رئيس مركز التفكير السياسي العراقي إن بلاده تنظر بإيجابية كبيرة إلى طبيعة التحول الحاصل في سوريا، لا سيما على مستوى الحكومة، بوصفه تحولاً جاء بإرادة شعبية.
وأوضح أن الموقف العراقي انتقل من 'التردد الحذر' إلى 'الدعم المباشر'، مشيراً إلى أن إرسال فرق إطفاء أخيراً للمساعدة في السيطرة على حرائق اندلعت في سوريا قد لا يكون آخر مظاهر هذا الدعم.
وأضاف أن الحكومة العراقية حريصة على استقرار سوريا، وتدرك أن فتح صفحة جديدة مع الحكومة الجديدة في دمشق، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، سينعكس إيجاباً على العلاقات الثنائية بين بغداد ودمشق، كما سيسهم في تعزيز العلاقات العربية للعراق ضمن محيطه الجغرافي والسياسي.
واعتبر الشمري أن ما يجري اليوم هو بداية لمرحلة جديدة في العلاقات العراقية- السورية، وأن ما نشهده من خطوات دعم هو جزء من هذه المرحلة.
Listen to 'أصداء 'معركة السويداء' في الجوار' on Spreaker.