اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت العاصمة الروسية موسكو مشهدًا طريفًا بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك خلال لقائهما الرسمي على هامش مشاركة السيسي في احتفالات الذكرى الثمانين للنصر في الحرب العالمية الثانية، حيث ظهر الزعيمان وهما مندمجان في حديث جانبي ودي، بينما كان الحراس يفتحون الأبواب الرسمية المخصصة لدخولهما.
اللقطة التي التقطتها عدسات الكاميرا وانتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت لحظة من الأريحية والصداقة بين الزعيمين، ما يعكس عمق العلاقة الشخصية بين السيسي وبوتين، ويُبرز أجواء الثقة والتفاهم التي تحكم اللقاءات الثنائية بين القاهرة وموسكو.
احتفالات الذكرى 80 للنصر وهزيمة النازية
الزيارة جاءت تلبية لدعوة رسمية من بوتين، حيث شارك الرئيس المصري في الاحتفالات التي نظمتها روسيا بمناسبة الذكرى الثمانين للنصر في 'الحرب الوطنية العظمى'، وهو الاسم الذي تطلقه موسكو على الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد الانتصار على القوات النازية.
الاحتفالات شملت عرضًا عسكريًا مهيبًا في الساحة الحمراء بموسكو، شاركت فيه وحدات رمزية من الشرطة العسكرية المصرية إلى جانب قوات من 13 دولة أخرى، ما يعكس الحضور الرمزي لمصر في لحظة تاريخية مهمة بالنسبة لروسيا.
علاقات ممتدة منذ الحرب العالمية الثانية
تعود العلاقات المصرية الروسية إلى أغسطس 1943، حينما تم الإعلان رسميًا عن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أوج الحرب العالمية الثانية. وقد لعبت مصر حينها دورًا مهمًا في دعم الحلفاء، خاصة بعد إعلانها الحرب على دول المحور في فبراير 1945، مما أكسبها صفة الدولة المنتصرة.
ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات بين البلدين فصولًا متعددة من التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي، تعززت بقوة في العقود الأخيرة، خاصة في ظل قيادة السيسي وبوتين.
تقارب استراتيجي ومشاريع كبرى
زيارة السيسي إلى موسكو تأتي ضمن سلسلة زيارات متبادلة واجتماعات رسمية متكررة بين الزعيمين، من أبرزها مشاركتهما في قمة روسيا-إفريقيا عام 2023، وكذلك قمة بريكس في 2024، وهي المحطات التي ساهمت في ترسيخ ما بات يُعرف بـ'الشراكة الاستراتيجية الشاملة' بين البلدين، والتي تم توقيعها رسميًا عام 2018.
تتضمن هذه الشراكة تعاونًا متنوعًا في مجالات عديدة، أبرزها مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء، بدعم من شركة 'روس آتوم' الروسية، إلى جانب مشروع المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس، الذي يعد من أبرز مكونات الاستراتيجية الاقتصادية المشتركة.
اللقطة الطريفة تعكس دفء العلاقات
اللحظة التي وُصفت بـ'الطريفة' خلال اللقاء بين بوتين والسيسي، لم تكن مجرد تفصيل بروتوكولي عابر، بل رآها المراقبون تجسيدًا لمدى التناغم بين الرئيسين. فبينما فتح الحراس الأبواب الرسمية بانتظار دخول الزعيمين، واصل بوتين حديثه مع السيسي بروح ودية، ما أضفى على اللقاء طابعًا غير تقليدي يؤكد عمق العلاقة الشخصية بينهما.
وتعكس هذه اللحظة التي التقطها الفيديو أجواء اللقاء الذي لم يخلُ من رسائل سياسية رمزية، مفادها أن العلاقات المصرية الروسية أصبحت في مستوى من النضج والدفء، يسمح بتجاوز القيود البروتوكولية لصالح حوار مباشر وودي.
رسالة سياسية في مشهد عابر
زيارة السيسي إلى موسكو في هذه المناسبة التاريخية، ومشاركته في حدث يُمثل رمزية كبرى لدى الشعب الروسي، تشكل رسالة سياسية واضحة تؤكد على تماسك العلاقات المصرية الروسية رغم التغيرات الإقليمية والدولية. ويبدو أن القاهرة وموسكو مصممتان على الحفاظ على هذا المستوى المتقدم من التعاون في مجالات متعددة، سياسية وعسكرية واقتصادية.