متابعات- نبض السودان

أفرجت السلطات المصرية عن الشاب السوداني محمد النور بعد جهود قانونية وإنسانية حثيثة قادتها مبادرة 'مَدَد' الحقوقية، بمشاركة فاعلة من الدكتورة أماني الطويل وتعاون واضح من قسم شرطة الطالبية والنيابة العامة.

وتمت مراعاة حالته الصحية الحرجة كمريض بسرطان الغدد اللمفاوية، حيث التزمت الجهات المعنية بالبعد الإنساني والقانوني في التعامل مع قضيته، مما أدى إلى الإفراج عنه ليواصل رحلة علاجه بين أهله.

أماني الطويل تناشد الرئيس المصري.. واستجابة سريعة للنداء

وكانت الصحفية والباحثة المصرية الدكتورة أماني الطويل قد وجهت نداءً مؤثرًا إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، طالبت فيه بالتدخل لإنقاذ محمد النور، الذي يحمل صفة طالب لجوء مسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويعالج من مرض السرطان بمستشفى الأهرامات التخصصي بمحافظة الجيزة.

وكتبت الطويل عبر صفحتها على فيسبوك: 'خرج المواطن السوداني محمد النور إلى بيت أهله ليستكمل علاجه'، مضيفةً: 'نشكر الاستجابة الرئاسية الكريمة للنداء، كما نتوجه بالشكر إلى السفير السوداني بالقاهرة عماد العدوي وطاقم السفارة السودانية على جهودهم المستمرة ومتابعتهم الحثيثة للقضية'.

تفاعل واسع من الجالية السودانية ومواطنين مصريين

من جانبها، عبّرت الجالية السودانية في مصر، عبر منصتها على موقع فيسبوك، عن شكرها وامتنانها لكل من ساند وشارك وتفاعل مع قضية محمد النور، سواء من أبناء الجالية السودانية أو من المصريين. وأكدت الجالية في منشورها أن 'هذا التفاعل الإنساني يجسد أسمى معاني الرحمة والتضامن، ونشكر الحكومة المصرية على تعاملها الإنساني الراقي، وعلى كل الأصوات التي رفضت ترحيله ودافعت عن حقه في الحياة والعلاج'.

رأي طبي حاسم من الدكتور حسين همام

وفي تطور طبي مهم، صرّح الدكتور حسين همام، استشاري أمراض وأورام الدم والمناعة وزراعة النخاع العظمي، والطبيب المعالج لمحمد النور، بأن المريض يعاني من ورم سرطاني في الغدد اللمفاوية من نوع 'هودجكن لمفوما'، موضحًا أن التحاليل والأشعة التي أُجريت بعد الجرعة الثانية من العلاج أظهرت نتائج إيجابية للغاية.

وأكد الطبيب أن استكمال البروتوكول العلاجي ضروري للغاية، وهو ما يفرض استمرار المريض في تلقي الجرعات اللازمة في بيئة صحية ومستقرة، وهو ما تحقق بعد الإفراج عنه، ليستكمل علاجه في أجواء أكثر ملاءمة.

ملف إنساني يعكس أهمية التعاون الحقوقي والطبي والدبلوماسي

تشكل قضية محمد النور نموذجًا نادرًا للتكامل بين الجهود الحقوقية والطبية والدبلوماسية والإنسانية، حيث تداخلت الجهود القانونية مع الضمير المجتمعي والصوت الإعلامي النزيه، ما أثمر عن قرار إنساني ساهم في حماية حياة شاب يعاني من مرض خطير.

الحدث أعاد تسليط الضوء على أهمية احترام أوضاع اللاجئين والمرضى وضرورة الالتزام بمبدأ الحق في الحياة والعلاج، خاصة في ظل ظروف النزوح واللجوء التي فرضتها الحرب في السودان.