كشفت صحيفة ذا صنداي تايمز البريطانية عن أدلة متنامية تشير إلى تورط دولة الإمارات في دعم وتسليح قوات الدعم السريع في السودان، عبر شبكات تهريب معقدة وتمويل قائم على تهريب الذهب من دارفور، رغم النفي الرسمي المتكرر من أبوظبي.

وبحسب التحقيق، فإن قذائف هاون ضبطتها القوات السودانية في شمال دارفور قادت محققي الأمم المتحدة إلى مصنع بلغاري، ثم إلى الإمارات التي استوردت هذه الذخائر قبل خمس سنوات، في مؤشر على إعادة توجيهها إلى ساحات القتال في السودان.

ونقل التقرير عن باحثين في معهد RUSI للأمن في لندن قولهم إن أجهزة الاستخبارات الأممية والأمريكية “جمعت أدلة قوية” على وجود شبكة وسطاء عبر ليبيا وأوغندا وتشاد وأفريقيا الوسطى نقلت معدات عسكرية متنوعة إلى قوات الدعم السريع، من طائرات مسيرة إلى ذخائر ومدرعات.

وأوضح التحقيق أن تهريب الذهب السوداني عبر تشاد وأفريقيا الوسطى إلى دبي يُعد “المحرِّك الصامت” للحرب، إذ يوفّر العملة الصعبة لشراء السلاح ودفع رواتب المقاتلين، مما يمنح قادة الميليشيا القدرة على مواصلة القتال لفترة أطول.

وفي سياق موازٍ، أشار التقرير إلى أن مصر والسعودية تدعمان الجيش السوداني، بينما توفر إيران وطهران وتركيا وليبيا قنوات تسليح وإسناد متباينة لأطراف الصراع، ما يجعل الحرب “ساحة صراع إقليمي مفتوحة”.

وأضافت الصحيفة أن سقوط مدينة الفاشر بعد حصار دام 18 شهراً كشف حجم الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، مشيرةً إلى أن صوراً من الأقمار الصناعية أظهرت بقع دماء واضحة في الشوارع، وسط شهادات عن عمليات قتل جماعي واغتصاب وخطف.

وختم التقرير بالتأكيد على أن “الضغط على داعمي الحرب إقليمياً هو السبيل لوقف نزيف الدم في السودان”، في ظل استمرار الصراع وغياب ممرات إنسانية آمنة وتهديد ملايين المدنيين بالجوع والإبادة.