متابعات – نبض السودان

يشهد السودان هذه الأيام حالة طوارئ حقيقية مع الارتفاع غير المسبوق في منسوب مياه النيل، حيث اكتسحت المياه بعض الحواجز الوقائية واقتربت بشكل مقلق من الأحياء السكنية على طول ضفاف النهر. هذه التطورات الدراماتيكية أثارت موجة من القلق العارم بين المواطنين، خاصة مع استمرار ارتفاع مستويات الفيضان دون أي مؤشرات واضحة على التراجع في المدى القريب.

وزارة الري تطلق نداء استغاثة عاجل

في خضم هذه الأوضاع المقلقة، أصدرت وزارة الري والموارد المائية السودانية نداءً عاجلًا دعت فيه السكان المقيمين بالقرب من ضفاف النيل إلى اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية الضرورية. وشددت الوزارة على ضرورة إخلاء المناطق المعرضة للخطر فورًا، محذرةً من أن الفيضان قد يتسبب في خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات إذا لم يتم التعامل معه بحذر وجدية.

الحواجز تنهار والمياه تجتاح

وأكدت مصادر ميدانية أن عدداً من الحواجز الترابية والخراسانية لم تصمد أمام ضغط المياه المتزايد، ما أدى إلى تسربها إلى مناطق منخفضة وملامستها بعض الأحياء القريبة من النهر. وفي بعض المناطق، بدأت المياه بالفعل بالتوغل داخل البيوت، ما اضطر السكان إلى مغادرتها والبحث عن مناطق أكثر أمانًا. ويخشى الخبراء أن يؤدي استمرار الوضع بهذه الوتيرة إلى كارثة بيئية وإنسانية إذا لم يتم تدارك الموقف سريعًا.

المخاوف تتصاعد من خسائر فادحة

تشير التقديرات الأولية إلى احتمالية تعرض آلاف المواطنين للتهجير القسري إذا استمر منسوب الفيضان في الارتفاع. وتزداد المخاوف من أن تشهد مناطق عديدة في العاصمة والولايات المجاورة انهيارات في البنى التحتية، وخصوصاً في المناطق ذات الطبيعة الطينية أو العشوائية التخطيط. كما نبهت منظمات إنسانية إلى ضرورة الإسراع في تقديم الدعم اللوجستي والطبي للسكان المتضررين.

الجهات المعنية في حالة استنفار

في محاولة لاحتواء الأزمة، أعلنت السلطات السودانية حالة الاستنفار القصوى وسط تنسيق بين الأجهزة المختصة لمراقبة الأوضاع على مدار الساعة. وتكثف الجهات المعنية جهودها لتدعيم الحواجز القائمة وإنشاء أخرى جديدة بشكل عاجل، إضافة إلى فتح مراكز إيواء مؤقتة للمواطنين الذين أجبروا على ترك منازلهم. ومع ذلك، تبقى التحديات كبيرة في ظل محدودية الموارد ووعورة بعض المناطق المتأثرة.