شباب الجنوب الليبي: تحسين الاقتصاد ووقف الانفلات الأمني أولويتنا ولا ثقة في الأجسام السياسية

ليبيا – سلط تقرير ميداني نشرته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الضوء على آراء مجموعة من 34 شابًا وشابة من جنوب البلاد، شاركوا في جلسة حوارية عبر الإنترنت لمناقشة سُبل تحسين الوضع الاقتصادي، مؤكدين أن الاستقرار الاقتصادي يجب أن يتصدر أولويات العملية السياسية.

الأمن والاقتصاد وجهان لأزمة واحدة

وفقًا للتقرير الذي تابعته صحيفة المرصد، اتفق المشاركون على أن الاقتصاد المتدهور مرتبط بشكل وثيق بانعدام الأمن، مشيرين إلى أن معالجة أحد الجانبين تتطلب معالجة الآخر بالتوازي. وعبّر شباب الجنوب عن رغبتهم في الاستقرار والأمان، مع التشديد على ضرورة تمثيلهم في المؤسسات الوطنية، خاصة في ظل تهميش مناطقهم وحرمانها من عوائد النفط والخدمات الأساسية.

شهادات من الجنوب: من غات إلى سبها

أحد المشاركين من بلدية غات قال:

'نعاني من انقطاع الكهرباء ودرجات حرارة تصل إلى 50 مئوية، نحن محرومون من أبسط الخدمات، ويجب التركيز على هذه الأولويات بدلًا من النقاشات الدستورية'.

مشارك آخر من غات أشار إلى أن الوضع الاقتصادي المتردي أدى إلى اعتماد بعض السكان على تجارة الأسلحة لتأمين لقمة العيش، فيما دعا أحد شباب سبها إلى خطة اقتصادية واضحة ومكافحة الفساد، مع تأكيد آخر من أوباري على ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية.

وفي شهادة لافتة، أشار شاب من سبها إلى أن الانقسامات السياسية تفاقمت مع تعاقب الحكومات، معتبرًا أن الحل يكمن في إجراء استفتاء شعبي، فيما عبر آخرون عن عدم ثقتهم في قدرة السلطات الحالية على تنظيم انتخابات نزيهة، متحدثين عن شراء الأصوات وبيع البطاقات الانتخابية.

آراء الشباب حول توصيات لجنة الـ20

قدّمت ستيفاني خوري، نائبة المبعوثة الأممية، عرضًا لأبرز توصيات لجنة الـ20، والتي كان أبرزها التوصية الرابعة، التي تدعو إلى إنشاء مجلس تأسيسي يحل محل الأجسام السياسية الحالية، ويُكلف بوضع القوانين الانتخابية والدستور الدائم والسلطة التنفيذية.

وأكد التقرير أن المشاركين أجمعوا على أن هذه التوصية تمثل الحل الوحيد لإنهاء الأزمة السياسية، معتبرين أن الأجسام القائمة لا تمثلهم ولا تمثل الشعب الليبي.

ختام الجلسة: تعزيز مشاركة الشباب

اختتم التقرير بالإشارة إلى حرص البعثة الأممية على تعزيز صوت الشباب الليبي في العملية السياسية، ودعت المشاركين إلى المساهمة في تعبئة استطلاع الرأي الإلكتروني، ومشاركته مع الأصدقاء والعائلة عبر منصة 'يشارك' لضمان وصول أصواتهم إلى دوائر القرار.

المرصد – متابعات