اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٥
مع ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها المملكة خلال الفترة الحالية، تزايدت حالات الإصابة بلدغات العقارب ولسعات الثعابين، خاصة في المناطق القروية وشبه القروية، حيث لا تزال بعض العادات التقليدية تهيمن على طرق التعامل مع هذه الحالات الطارئة.
وفي هذا السياق، حذرت أميمة أيت احا، ممرضة بقسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي السويسي بالرباط، من اعتماد ممارسات شعبية غير علمية في إسعاف المصابين، معتبرة أن 'بعض التصرفات المتداولة تمثل تهديدًا حقيقياً لحياة المصاب، بل وحتى للشخص الذي يقدّم له المساعدة'.
ومن بين هذه الممارسات، ذكرت أيت احا 'مصّ السم بالفم'، مؤكدة أن هذا السلوك قد يُعرّض المُسعف للتسمم أو لنقل البكتيريا، مشيرة إلى أن وضع مواد تقليدية مثل الزيت أو الثوم فوق مكان اللدغة لا يساعد في العلاج، بل قد يزيد الحالة تعقيدًا من خلال تهييج الجلد أو تأخير التدخل الطبي المناسب.
كما اعتبرت أن ربط الطرف المصاب بقوة لمنع انتشار السم يُعد من أخطر التصرفات، إذ قد يؤدي إلى بتر العضو المصاب في الحالات الشديدة. وأكدت أيضًا أن شرب الحليب أو الأعشاب أو حتى بول الإبل لا يستند إلى أي دليل علمي، بل قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
وفي ردها على سؤال حول اللجوء إلى 'العشاب' أو 'الفقيه' قبل الذهاب إلى المستشفى، شددت المتحدثة على أن مثل هذه السلوكيات تؤخر العلاج وترفع من مخاطر الوفاة، لاسيما في صفوف الأطفال، ووصفت ممارسات مثل 'الحجامة' أو 'الكي بالنار' بأنها 'بدائية وعفا عنها الزمن'.
وبخصوص الإجراءات السليمة التي يجب اتباعها، أوضحت الممرضة أن أهم خطوة عند التعرض للدغة عقرب هي الحفاظ على هدوء المصاب وتثبيت الطرف المصاب في مستوى القلب أو أدنى، مع غسل موضع الإصابة بالماء والصابون ووضع كمادات باردة لتخفيف التورم.
كما شددت على أهمية تسجيل وقت الإصابة بدقة لتسهيل التدخل الطبي، مشيرة إلى أن النجاة من هذه الحوادث لا تتحقق بالأعشاب أو العادات الموروثة، بل بالهدوء، والتصرف الصحيح، واللجوء السريع إلى المؤسسة الصحية.
أما في حالة لدغة ثعبان، فأوصت أيت احا بضرورة إبعاد المصاب عن موقع الخطر فورًا، وطمأنته قدر الإمكان، وتثبيت الطرف المصاب وتقليل حركته، مع إزالة الخواتم أو الساعات التي قد تضغط على موضع الإصابة، مع تغطيته بضمادة نظيفة وغير ضاغطة.
وفي ختام تصريحها، دعت الممرضة إلى تكثيف حملات التوعية في المناطق المعرضة لمثل هذه الحالات، مؤكدة أن 'الوعي هو السلاح الأول لإنقاذ الأرواح'.