اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أكد مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، أن الولايات المتحدة تعتبر فلول النظام السوداني السابق وجماعة الإخوان المسلمين خطًا أحمر، مشددًا على أن واشنطن ترفض بشكل قاطع عودتهم إلى المشهد السياسي في السودان.
وأوضح بولس في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط أن الموقف الأمريكي ثابت تجاه القوى التي كانت سببًا في تأجيج الأزمات السابقة في السودان، مشيرًا إلى أن بلاده ترى أن أي محاولة لإعادة إنتاج النظام القديم ستقود البلاد نحو مزيد من الانقسام والفوضى.
أحداث الفاشر تعيد ترتيب أولويات الآلية الرباعية
وقال بولس إن الأحداث الأخيرة في مدينة الفاشر ألقت بظلالها الثقيلة على جهود الآلية الرباعية، وأثارت مخاوف حقيقية من احتمالات الانقسام أو التقسيم في السودان، مشيرًا إلى أن ما جرى في الفاشر كشف هشاشة الوضع الإنساني والأمني في البلاد.
وأضاف أن هناك تصورات للحل الشامل يجري بحثها حاليًا بين الأطراف الإقليمية والدولية، وأن هذه التصورات ستركز على وقف إطلاق النار أولًا ثم إطلاق عملية سياسية شاملة تضمن تمثيل كل القوى المدنية بعيدًا عن الأطراف المتحاربة.
لا مشاركة للنظام السابق في مستقبل السودان
وأوضح كبير مستشاري ترامب أن الولايات المتحدة لا تؤيد إشراك أي طرف مرتبط بالأطراف المتحاربة أو بالنظام السابق في مستقبل السودان، مؤكدًا أن هذا التوجه يحظى بإجماع داخل الإدارة الأمريكية.
لكنه شدد في الوقت نفسه على أن القرار النهائي بشأن مستقبل السودان يظل بيد السودانيين أنفسهم، موضحًا أن واشنطن تسعى فقط لتوفير بيئة سياسية تضمن انتقالًا آمنًا بعيدًا عن النفوذ العسكري أو الأيديولوجي.
تفهم متبادل بين الجيش وواشنطن بشأن الإخوان
وفيما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين، كشف بولس عن تفهم مشترك بين الإدارة الأمريكية والجيش السوداني تجاه خطورة عودة الجماعة إلى العمل السياسي، مشيرًا إلى أن الحكومة السودانية اتخذت خلال الفترة الأخيرة خطوات عملية في هذا الاتجاه دون أن يفصح عن تفاصيلها.
وأكد أن الإدارة الأمريكية تراقب التطورات في السودان عن كثب، وأن هناك اتصالات دبلوماسية متواصلة مع شركاء إقليميين ودوليين لضمان عدم عودة أي عناصر متطرفة إلى الساحة السياسية.
المرحلة المقبلة: لا مكان للمتناحرين
وأضاف بولس أن المرحلة المقبلة يجب أن تكون بعيدة تمامًا عن الفريقين المتحاربين، موضحًا أن أي حل سياسي لا يمكن أن ينجح ما لم يُبْنَ على إرادة مدنية حقيقية تمثل صوت الشارع السوداني بعيدًا عن السلاح.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يدعم بقوة التوصل إلى حل سلمي وسريع للنزاع، خصوصًا من الجانب الإنساني، مؤكدًا أن الشعب السوداني دفع ثمنًا باهظًا للحرب ويستحق السلام العاجل.
خريطة الطريق لم تفشل بعد
كما تطرق بولس إلى جهود الآلية الرباعية، مؤكدًا أن فشل خريطة الطريق الحالية لا يعني نهاية المسار السياسي، وإنما بداية لإعادة صياغة مبادرات جديدة أكثر واقعية.
وقال إن واشنطن تعمل مع حلفائها لوضع بدائل إذا اقتضت الضرورة، معربًا عن أمله في عدم الحاجة للجوء إلى تلك الخطط البديلة إذا التزمت الأطراف السودانية بالتعهدات المطروحة على الطاولة.
تحذيرات أمريكية من خطر التقسيم
وحذّر بولس من أن استمرار القتال دون اتفاق سياسي عاجل قد يدفع السودان نحو التقسيم الفعلي، وهو ما تعتبره واشنطن خطرًا استراتيجيًا على المنطقة بأكملها.
وأضاف أن المجتمع الدولي بات يدرك أن الحرب الحالية تتجاوز حدود السودان، وأن تداعياتها تهدد الأمن الإقليمي في القرن الأفريقي والبحر الأحمر.
موقف أمريكي ثابت من وحدة السودان
واختتم بولس تصريحاته بالتأكيد على أن موقف الولايات المتحدة ثابت تجاه وحدة السودان واستقراره، وأنها لن تسمح بتحويله إلى ساحة نفوذ لجماعات متطرفة أو لقوى إقليمية تبحث عن مصالحها على حساب الشعب السوداني.
وقال إن واشنطن ستواصل دعم الجهود الرامية لوقف الحرب، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، والعمل مع الشركاء من أجل استعادة الأمن وبناء مؤسسات مدنية قوية تقود السودان نحو الاستقرار الدائم.


























