التيجانية تُبرّئ ساحتها من حميدتي وسلوكه

توضيح مع التقدير للصحفي البليغ الأستاذ حسين خوجلي:

إلى الأستاذ حسين خوجلي

الصحفي البليغ، وصاحب البيان الساحر والمعاني البليغة

نُحييك بتحية التقدير والإجلال، ونثمّن عالياً ما عُرف به قلمك من فصاحةٍ في البيان ونفاذٍ في البصيرة وقوةٍ في الحجة وإن كنا قد اختلفنا معكم في بعض ما ورد في مقالك الأخير.

فقد أوردت وفّقك الله، أن محمد حمدان دقلو (حميدتي) يُعد من أتباع السجادة التيجانية، ووصفتُمُوه بـحوار الطريقة التيجانية وهذا ما نراه بحاجةٍ إلى توضيح بيّن، إحقاقاً للحق وإنصافاً للطريقة وأهلها.

فان الطريقة التجانية ـ كما هو معلوم لدى أهل العلم ـ هي طريقةُ العلم والعلماء، قائمة على شروطٍ وآدابٍ صارمة، مستمدة من الكتاب والسنة، ومن أولى تلك الشروط أن المسلم لا يؤذي أخاه المسلم، ولا ينتهك حرمته، ولا يعتدي على ماله أو عرضه.

وهي ـ على امتداد تاريخها ـ لم تتحزّب يوماً لا في السودان ولا في أي بقعة من بقاع العالم، وقد ظلّت على الدوام بعيدةً عن الخوض في المعترك السياسي ولم تتخذ لنفسها غرضاً غير تزكية النفوس وتربية القلوب، ونشر المحبة والسلام بين الناس.

ويكفي أن نعلم أن أتباع الطريقة التيجانية يبلغ عددهم أكثر من خمسمائة مليون مريد حول العالم، ومنهم ما يزيد عن ثلاثة عشر مليون تيجاني في السودان، ومع ذلك لم تُسخّر هذه الأعداد الطائلة يوماً لأغراض سياسية، ولو قدّر للطريقة أن تنخرط في مضمار السياسة، لرجحت كفتها على سائر التنظيمات في الانتخاب لكنها لا تفعل، ولن تفعل لأن نهجها لا يسمح باستخدام الدين وسيلةً للمغانم السياسية.

ومن هنا فإنّ أفعال المدعو حميدتي لا تمت إلى الطريقة التجانية بصلة، فقد قام بانتهاك حقوق المسلمين، ونهب أموالهم وهتك أعراضهم وتشريدهم وتهجيرهم، والترويج للعلمانية، واستمال جنوده بالمال والشعارات الكاذبة، لا بالصدق ولا بالورع، ولا بالانتساب إلى التجانية .

فهو لم يكن يوماً من خلفاء الطريقة، ولا من مقدّميها، ولا من مشايخها، ولم يمنح إذناً منها لإدخال مريدين، بل لم يُعرف عنه أدنى التزام بشروطها أو آدابها، وهذا ما لزم توضيحه لمعاليكم السامقة.

مع فائق التقدير وخالص الاحترام لشخصكم الكريم، وحروفكم الرفيعة.

*الشيخ عبدالصمد بن محمد الحبيب التجاني*

*حفيد الشيخ السيد أحمد التجاني والمشرف العام للطريقة التجانية في السودان.*