اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
أم درمان- نبض السودان
تشهد مدينة أم درمان، إحدى أكبر مدن العاصمة السودانية الخرطوم، أزمة خانقة في غاز الطهي، حيث أصبح الحصول على أسطوانة غاز مهمة شبه مستحيلة، ما فاقم معاناة الأسر التي تواجه ظروفًا اقتصادية قاسية منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.
اختفاء الغاز من مراكز التوزيع.. والأسعار تشتعل
أفاد مواطنون من مناطق متعددة بأم درمان أن الغاز أصبح شبه معدوم في مراكز التوزيع المعتمدة، ما أدى إلى لجوء الكثيرين إلى السوق السوداء، حيث بلغ سعر الأسطوانة 70 ألف جنيه سوداني، مقارنةً بالسعر الرسمي الذي يقلّ بنحو 20 ألف جنيه.
المواطن عبد الله محمد، من حي الثورة الحارة 59، قال في حديثه لـ'الترا سودان' إنه حصل على أسطوانة غاز بعد انتظار دام أسبوعين، لكنه اضطر إلى دفع السعر المرتفع في السوق السوداء. وأكد أن بعض التجار يخزنون الغاز عمدًا في المنازل والمحلات بهدف رفع الأسعار واستغلال حاجة المواطنين.
الفحم بديل مرهق للأسر المتضررة
من جانبه، أوضح المواطن سليمان العطا، من الثورة الحارة 38، أنه لم يحصل على أسطوانة غاز منذ أكثر من أسبوع رغم بحثه في المراكز الرسمية والفرعية، ما اضطره للجوء إلى استخدام الفحم لطهي الطعام، وهو خيار مكلف للغاية، حيث أشار إلى أنه ينفق أكثر من 10 آلاف جنيه يوميًا لإطعام أسرته المكونة من 7 أشخاص.
المواطنون يطالبون السلطات بالتدخل الفوري
ارتفعت الأصوات المطالبة بتدخل سلطات ولاية الخرطوم لإنهاء الأزمة وضبط السوق ومنع تسرب الغاز من مراكز التوزيع إلى السوق السوداء. وقال العطا:
'نناشد السلطات التحرك العاجل، فالوضع لا يُحتمل، والناس تعاني يوميًا بسبب غياب الخدمات الأساسية.'
ويشير الأهالي إلى أن تفاقم الأزمة يعود إلى ضعف الرقابة الحكومية وغياب الإجراءات الرادعة ضد تجار الأزمات الذين يستفيدون من الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
موزعو الغاز: لم نستلم أي شحنات منذ أسبوعين
وفي السياق، قال صاحب محل توزيع غاز في أم درمان إن محله لم يستلم شحنة غاز واحدة منذ أكثر من أسبوعين من الشركة الموزعة، رغم حضوره صباح كل يوم على أمل وصول الشحنة. وأضاف:
'الوضع مزرٍ.. أفكر الآن بجدية في إغلاق المحل وتحويله إلى بقالة لبيع المواد الغذائية، فلا جدوى من الانتظار.'
وأشار إلى أن الموزعين يعانون أيضًا من توقف الإمدادات، دون توضيح رسمي من الشركات المسؤولة أو الجهات الحكومية، ما تركهم في حيرة بين مطالب المواطنين اليومية والانقطاع التام للغاز.
تجار السوق السوداء تحت حماية التراخي الرسمي
أكد المواطنون أن ما يحدث هو نتيجة مباشرة لـتساهل الجهات المسؤولة مع من يحتكرون الغاز ويبيعونه في السوق السوداء، محذرين من أن هذه السياسات ستزيد من معاناة المواطنين، خصوصًا في ظل الانهيار الاقتصادي الشامل وفقدان مصادر الدخل.
وتأتي هذه الأزمة في ظل تذبذب الكهرباء، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما يعكس صورة قاتمة للواقع المعيشي الذي يعيشه المواطن السوداني.