اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٥
_______________________
▪️تُثار هذه الأيام تساؤلات حول وجود خلافات بين السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه السيد الفريق أول ركن شمس الدين كباشي. وقد تناول ثلاثة من أبرز الكُتاب هذا الموضوع : الأستاذ محمد عثمان إبراهيم الذي أشار إلى مخاطر الخلافات على الدولة إن لم تُعالج، والأستاذجمال عنقرة الذي ركّز على ضرورة تجاوزها بروح المسؤولية الوطنية،و الأستاذ الهندي عزالدين الذي أكد أن التراتبية العسكرية و الأقدمية تنفي أي خلاف مؤثر، وأن ما يُثار غالبًا صناعة مفتعلة.
▪️في الواقع، أي مؤسسة كبيرة، خصوصًا العسكرية، تشهد اختلافات طبيعية في الرأي واتخاذ القرار. و الخطر الحقيقي لا يكمن في الخلاف ذاته، بل في القوى التقليدية التي يُستعان بها – إعلام، صحافة، مستشارون، مقربون، وأطراف أخرى – التي يمكن أن تحول الخلاف الطبيعي إلى أزمة تخدم الأعداء وتزعزع الثقة داخل القيادة.
▪️الخلافات داخل المؤسسات، حتى العسكرية منها، أمر طبيعي ومفهوم. لكن الخطر الحقيقي يبدأ عندما تتحول هذه الخلافات إلى 'مادة خام' تُستغل من الخصوم والمتربصين لتقويض الثقة في القيادة وتمزيق وحدة القرار، من هنا، فإن أولوية المرحلة ليست في إثبات وجود الخلاف أو نفيه، بل في تحصين القيادة من محاولات الاختراق، وتأمينها ماديًا ومعنويًا، ليبقى الجيش متماسكًا، والدولة صامدة، والمعركة في مسارها نحو الحسم والنصر.
▪️وطالما أن القيادة السياسية والعسكرية – رغم التراتيبية العسكرية – تخضع في إطار الحماية لإجراءات التأمين المادي الذي يشمل مخاطر كالاغتيال أو التسميم او الاختطاف ، فمن باب أولى أن تخضع أيضًا للتأمين المعنوي الذى يتصدى 'للاختراق والتشكيك والفتنة والإيقاع بين القادة'. فالرصاصة تُواجه بالحراسة والدروع ، لكن الشك والمؤامرة لا يواجههما إلا التحصين المعنوي 'الصارم'.
▪️إن حماية القيادة لا تنحصر في الأسلاك والدروع أو المواكب المحروسة، بل تمتد إلى تحصين 'بيئة القرار' نفسها من 'الشكوك المصنوعة' و'المعلومات المضللة' و 'الأجندات المزروعة'. بهذا، يصبح أي خلاف بين البرهان وكباشي أداة لمعالجة المسائل داخل القيادة إذا ما تم التعامل معه وفق أسس مهنية استخباراتية، بدل أن يتحول إلى مادة استغلالية للخصوم والمتربصين.
*_خلاصة القول ومنتهاه_*
▪️الخلافات داخل القيادة العسكرية طبيعية، واستقرارها يعتمد على اليقظة والتحصين المادي والمعنوي للقرار. حماية القيادة تعني حماية وحدة الجيش واستقرار الدولة، وحماية المستقبل من الأعداء الذين يحاولون صناعة الانقسامات.
▪️والإشارة هنا أن هذا التأمين من صميم مهام ومسؤوليات جهازي الاستخبارات والمخابرات، ودورهما يكون وقائيًا قبل وقوع الحدث، وبعد وقوعه يتعامل مع تداعياته مباشرة، سواء للحد منه أو لمكافحته، لضمان أن أي خلاف طبيعي لا يتحول إلى أزمة تهدد المؤسسة والدولة.