اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٨ حزيران ٢٠٢٥
خاص- نبض السودان
كشفت مصادر مطلعة من داخل الجهات الأمنية السودانية لـ نبض السودان، عن تفاصيل مثيرة أعقبت الضربات الجوية الدقيقة التي نفذها سلاح الجو التابع للقوات المسلحة السودانية على مطار نيالا في ولاية جنوب دارفور، والتي تسببت في خسائر ضخمة لمليشيا الدعم السريع، وأحدثت ارتباكًا واسعًا داخل صفوفها.
اجتماع طارئ للدعم السريع بعد الهجوم المدمر
بحسب ما أفادت به المصادر، فقد عقدت قيادة مليشيا الدعم السريع اجتماعًا طارئًا مساء أمس السبت، لبحث تداعيات الهجوم الجوي الذي وصف بـ'القوي والدقيق'، حيث استهدفت الطائرات الحربية مخازن الأسلحة والطائرات المسيّرة في محيط مطار نيالا، مما أدى إلى تدميرها بالكامل وتجفيف قدرات المليشيا اللوجستية في تلك المنطقة.
الضربات جاءت مركزة ومدروسة بعناية، وأسفرت عن خسائر فادحة، ما دفع المليشيا لإجراء مراجعة عاجلة لترتيباتها الأمنية والقبلية داخل المطار وما حوله.
قرارات مفاجئة.. إبعاد قبائل واحتفاظ فقط بالرزيقات
في خطوة غير متوقعة، اتخذت قيادة الدعم السريع قرارًا عاجلًا بإبعاد كافة القبائل من محيط مطار نيالا، وعلى رأسها قبيلتا البني هلبة والمسيرية، مع الإبقاء فقط على عناصر من قبيلة الرزيقات، التي تُعد المكون القبلي الأساسي لزعيم المليشيا محمد حمدان دقلو 'حميدتي'.
وأكدت المصادر أن هذا الإجراء شمل أيضًا سحب العناصر القبلية من قيادة المتحركات العسكرية داخل المليشيا، لتقتصر القيادة العسكرية الفعلية على الرزيقات فقط، مما يشير إلى حالة من عدم الثقة المتزايدة داخل التكوينات القبلية المساندة للدعم السريع.
مؤشرات أولى على تصدع داخلي وصراع قبلي وشيك
توقعت الجهات الأمنية أن تشكل هذه الإجراءات بداية لشرخ داخلي في جسم مليشيا الدعم السريع، خاصة مع تنامي مشاعر التهميش والتخوين داخل المكونات القبلية التي تم إقصاؤها، والتي بدأت بالفعل في التعبير عن استيائها من هذه القرارات، وسط اتهامات صريحة لبعض القيادات بأنها تُنفذ أجندة حميدتي فقط دون مراعاة لبقية المكونات القبلية.
ويرى المراقبون أن هذه التطورات قد تشعل فتيل فتنة داخلية في الدعم السريع، وتهدد بانقسام قبلي خطير قد يُستثمر لصالح القوات المسلحة التي تقود معركة تحرير دارفور وتفكيك التمرد المسلح.
القوات المسلحة ترصد تحركات ما بعد الضربة
بحسب معلومات حصلت عليها 'نبض السودان'، فإن استخبارات القوات المسلحة تتابع بدقة تحركات مليشيا الدعم السريع بعد الضربة الجوية، حيث رُصدت عمليات إخلاء عاجلة للمواقع الحساسة داخل نيالا، مع سحب عدد من القيادات الميدانية إلى أماكن بديلة خشية تكرار الضربات.
وتُشير التقديرات إلى أن المليشيا أصبحت أكثر حذرًا في تحركاتها، وتعتمد أسلوب التمويه والتنقل الليلي لتفادي الاستهداف الجوي، ما يعكس حالة ارتباك شديدة وتراجع في القدرة على المناورة.
ضغوط داخلية على حميدتي بعد فشل تأمين نيالا
أفادت المصادر أن زعيم المليشيا محمد حمدان دقلو 'حميدتي' يواجه حاليًا ضغوطًا متزايدة من الداخل بعد فشله في تأمين مطار نيالا والمخازن المحيطة به، والتي تُعد من أهم نقاط الإمداد الاستراتيجي له في إقليم دارفور.
ويخشى حميدتي من توسع دائرة التململ داخل قواته في حال تكررت الهجمات الجوية الناجحة من الجيش السوداني.
تغيرات محتملة في قيادة الدعم السريع الميدانية
ترجح مصادر أمنية مطلعة أن يشهد هيكل القيادة الميدانية في مليشيا الدعم السريع تغييرات كبيرة في الأيام القادمة، بهدف إعادة ترتيب الصفوف، وتطويق أزمة الثقة التي بدأت تنخر في جسد المليشيا، لا سيما بعد سحب القبائل من مواقع القيادة والاكتفاء بوجود الرزيقات فقط.
وتشير المعلومات إلى احتمال حدوث انقسامات أوسع، خاصة مع تداول روايات داخل صفوف المليشيا تتهم بعض العناصر القبلية بالتجسس لصالح القوات المسلحة، وهو ما سيؤدي بلا شك إلى حالة من الشك والاضطراب.
هل تنجح القوات المسلحة في تفكيك التحالف القبلي حول حميدتي؟
يُجمع محللون على أن تفكيك التحالف القبلي حول حميدتي يُعد من أهم أدوات النصر الاستراتيجي للجيش السوداني في المعركة ضد الدعم السريع، وإذا ما نجحت هذه الضربة في إشعال فتيل الصراع داخل المليشيا، فإن ذلك سيكون بداية لتفككها التدريجي من الداخل، وهو ما تسعى له القيادة العسكرية العليا عبر ضربات نوعية وعمليات استخبارية دقيقة.