رغم الحرب.. السودان يفاجئ العالم في نيويورك

متابعات- نبض السودان

شارك السودان رسميًا في أعمال المنتدى السياسي الرفيع المستوى حول التنمية المستدامة، الذي استضافته الأمم المتحدة بمقرها في مدينة نيويورك خلال الفترة من 14 إلى 23 يوليو 2025، بمشاركة وفد رفيع يقوده وكيل وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي للتخطيط الاقتصادي، محمد بشار محمد آدم.

وفد سوداني رفيع يمثل البلاد في نيويورك

ضم الوفد السوداني شخصيات بارزة من قطاع الاقتصاد والتنمية، من بينهم انتصار إبراهيم حاج التوم، مديرة إدارة مكافحة الفقر بوزارة المالية والمشرفة على ملف التنمية المستدامة، إلى جانب أعضاء البعثة الدائمة لجمهورية السودان لدى الأمم المتحدة، السفير أبو زيد شمس الدين، نائب المندوب الدائم، والسكرتير الثاني هبة جعفر أبو حاج، مسؤولة ملف التنمية المستدامة.

الوفد السوداني أظهر تناغمًا واضحًا بين التنسيق الفني والدبلوماسي، في إطار حرص السودان على إبراز جهوده نحو تحقيق أجندة التنمية المستدامة رغم التحديات السياسية والاقتصادية والإنسانية الكبيرة.

حلول مستدامة لا تترك أحدًا خلف الركب

انعقد المنتدى تحت شعار: 'تعزيز الحلول المستدامة، الشاملة، القائمة على العلم والأدلة لأجندة 2030 وأهداف التنمية المستدامة من أجل عدم ترك أحد خلف الركب'، وهو ما يعكس البعد الإنساني الذي يحرص المجتمع الدولي على ترسيخه في مسار التنمية العالمية، خاصة تجاه الدول الخارجة من النزاعات.

تقديم التقرير الوطني الطوعي الثالث للسودان

في يوم الجمعة 18 يوليو، قدم السودان تقريره الوطني الطوعي الثالث داخل مباني الأمم المتحدة، مستعرضًا أبرز الإنجازات التي حققها في إطار تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب التحديات التي واجهته والفرص المتاحة، والدروس المستفادة خلال المراحل السابقة.

حاز التقرير على إشادة واسعة من الحضور، بما فيهم ممثلو الدول، وممثلو منظمات غير حكومية، وأصحاب مصلحة دوليين. وأثنوا على الخطوات الجادة التي اتخذها السودان، وأبدوا تقديرهم لما تحقق في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

تقارير السودان السابقة

جدير بالذكر أن السودان سبق له تقديم تقريرين طوعيين سابقين، الأول في عام 2018، والثاني في 2022، ويعكس تقديم التقرير الثالث التزامًا واضحًا من الحكومة السودانية بالمضي في مسار التنمية، وتوثيق التقدم رغم التحديات الأمنية والسياسية التي تعصف بالبلاد.

المنتدى منصة للتعاون الدولي وتبادل الخبرات

المنتدى السياسي الرفيع المستوى يمثل منصة محورية لمتابعة تنفيذ أجندة 2030، كما يتيح للدول الفرصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات. بالنسبة للسودان، فقد كانت مشاركته في هذه الدورة خطوة مهمة لتعزيز التعاون الدولي، وفتح قنوات دعم تنموي وفني مع الشركاء الدوليين، خاصة أن السودان يمر بمرحلة انتقالية حساسة ويواجه تحديات اقتصادية حادة.

كما يكتسب المنتدى أهمية خاصة في هذه المرحلة، حيث يتناول الحلول المستندة إلى العلم والأدلة، ما يعزز من فرص بناء استراتيجيات مستدامة قادرة على تجاوز تداعيات الحرب، وتحقيق النمو الشامل.

السودان يطالب بدعم دولي أكبر

من خلال مشاركته، بعث السودان برسائل واضحة إلى المجتمع الدولي بشأن حاجته الملحة إلى دعم أكبر من الجهات المانحة، لمواجهة آثار الحرب، وتثبيت جهود التنمية، وتنفيذ أجندة 2030، خاصة فيما يتعلق بالتعليم، والصحة، والحد من الفقر، وتعزيز المساواة.

وأكد الوفد السوداني أن البلاد لا تزال ملتزمة بالمسار الأممي رغم التحديات الداخلية، وتحتاج إلى مزيد من التضامن والتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف لتتمكن من تحقيق الأهداف المرجوة.