اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
في بيان صادر عن مكتب حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، نفى الأخير بشكل قاطع صحة ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام بشأن تصريحاته المتعلقة بمشاركة عناصر من المعارضة الجنوبية في المعارك الدائرة بمدينة الفاشر. وأوضح مناوي أن تلك الوسائل عمدت إلى اقتطاع حديثه بشكل مجتزأ ومشوّه، ما أدى إلى تفسير خاطئ يفيد بأنه وجّه اتهامات مباشرة إلى حكومة جنوب السودان بالمشاركة في حصار المدينة. وأكد أن هذا الادعاء لا يمت للواقع بصلة، وأنه لم يشر في أي جزء من تصريحاته إلى حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت أو إلى أي جهة رسمية في العاصمة جوبا.
مجموعات مسلحة
مناوي أشار بوضوح إلى أن مجموعات مسلحة من المعارضة الجنوبية هي التي شاركت في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع، وهو أمر موثق ميدانياً ومعروف لدى الجهات المعنية، ولا يحمل أي دلالة على تورط حكومة جنوب السودان أو الشعب الجنوبي في هذه العمليات. وشدد على أن هذه المشاركة لا تعكس موقفاً رسمياً، بل تمثل تصرفات فردية من مجموعات خارجة عن الإطار الحكومي، مؤكداً أن العلاقة بين دارفور وجنوب السودان يجب أن تبقى بمنأى عن محاولات التسييس أو التشويه الإعلامي.
علاقات تاريخية
وجدد مناوي تأكيده على متانة العلاقات بين الشعبين في السودان وجنوب السودان، مشيراً إلى أنها تستند إلى تاريخ طويل من النضال المشترك والاحترام المتبادل. وأوضح أن أي محاولة لزرع الفتنة أو التشكيك في هذه الروابط، سواء بين الشعبين أو بينه شخصياً والقيادة في جوبا، لن تنجح ولن تؤثر على هذه العلاقة الراسخة. واعتبر أن التصريح الذي أدلى به يمثل دعوة صادقة للأشقاء في الجنوب للتنبه إلى ما يُخطط له من قبل مليشيا الدعم السريع، وليس اتهاماً موجهاً للحكومة أو للشعب الجنوبي، الذي وصفه بأنه يحظى بتقدير واحترام كبيرين في قلوب السودانيين.
وأكد مناوي حرصه الكامل على استمرار التعاون والتنسيق الأخوي بين الخرطوم وجوبا في مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تحقيق الأمن والاستقرار في إقليم دارفور والمنطقة بأسرها. وأشار إلى أن هذه العلاقة يجب أن تُبنى على أسس من التفاهم المشترك والمصالح المتبادلة، بما يضمن تعزيز الاستقرار الإقليمي ويحول دون تصاعد التوترات أو الانزلاق نحو مزيد من التصعيد العسكري.
روابط إنسانية
وفي سياق حديثه، شدد مناوي على عمق الروابط التاريخية والجغرافية والاجتماعية التي تجمع بين شعبي دارفور وجنوب السودان، مؤكداً أن هذه العلاقة تمثل فضاءً إنسانياً واحداً تتقاطع فيه الثقافات وتتشابك فيه المصالح والعلاقات الأسرية والاقتصادية. وأوضح أن التواصل الشعبي والثقافي بين الجانبين كان دائماً عاملاً محورياً في دعم السلام والاستقرار، وأن أي محاولة لتقويض هذه الروابط ستبوء بالفشل أمام إرادة الشعوب وتاريخها المشترك.
دعم الجنوب
ثمّن مناوي المواقف الشجاعة التي اتخذتها حكومة وشعب جنوب السودان تجاه قضايا السلام والاستقرار في السودان عموماً، وفي إقليم دارفور على وجه الخصوص. وأكد أن أبواب دارفور ستظل مفتوحة أمام الأشقاء الجنوبيين، وأن العلاقات بين الشعوب لا تهزها الشائعات ولا تنال منها الفتن المصطنعة. وشدد على أن هذه الروابط يجب أن تُصان من أي محاولات للتشكيك أو التفرقة، وأنها تمثل حجر الأساس في بناء مستقبل مشترك قائم على التعايش السلمي.
رؤية تنموية
وفي ختام بيانه، أكد مناوي أن حكومة إقليم دارفور تؤمن بأن الطريق الأمثل لترسيخ الاستقرار والازدهار المشترك يكمن في تعزيز التعاون الاقتصادي، وتبادل الخبرات، وتنسيق الجهود في مجالات الأمن، والحدود، والتنمية المستدامة. وأوضح أن العلاقات بين دارفور وجنوب السودان يجب أن تُقدَّم كنموذج للأخوة الإفريقية الصادقة، والتعايش السلمي القائم على الثقة المتبادلة والمصير المشترك، بعيداً عن أي محاولات للتفرقة أو التشويه السياسي.


























