اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣١ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أفادت مصادر محلية مطلعة أن ثلاثة من عناصر مليشيا الدعم السريع أقدموا على تصفية قائدهم أثناء تحركهم بعربة عسكرية في ولاية غرب كردفان، في حادثة وُصفت بأنها مؤشر خطير على حجم التوترات والانقسامات داخل المليشيا خلال الفترة الأخيرة.
وذكرت المصادر أن المنفذين حاولوا الفرار بعد ارتكاب الجريمة، غير أن زملاءهم تمكنوا من ملاحقتهم والقبض عليهم قبل أن يصلوا إلى وجهتهم، ليتم وضعهم قيد الاحتجاز تحت إجراءات أمنية مشددة.
الحادثة ليست معزولة عن الانقسامات
تأتي هذه الجريمة في سياق تصاعد الانشقاقات وحالات الهروب من صفوف مليشيا الدعم السريع، خصوصاً في إقليمي كردفان ودارفور، حيث تتزايد مؤشرات التململ وفقدان الانضباط. ويرى مراقبون أن الحادثة تمثل تجسيداً لحالة الانفلات الداخلي، بما يكشف هشاشة البناء التنظيمي الذي ظل يعتمد على الولاء الشخصي والمكاسب المادية، أكثر من اعتمادِه على مؤسسات عسكرية منظمة.
بوادر انهيار البنية الداخلية
محللون اعتبروا أن مثل هذه الحوادث تشي ببوادر انهيار خطير في البنية الداخلية للمليشيا، حيث لم تعد القيادة قادرة على ضبط عناصرها. ويرجح أن تفتح هذه الظواهر الباب أمام صراعات داخلية محتملة بين قادة الميدانيين والمجموعات المسلحة، في ظل صراعات النفوذ وتناقص الانسجام بين المقاتلين، ما يهدد بتفكك البنية الميدانية للمليشيا.
رمزية وقوع الحادثة في غرب كردفان
تكتسب الحادثة بعداً إضافياً لكونها وقعت في ولاية غرب كردفان، التي تُعد واحدة من أبرز معاقل النشاط العسكري للمليشيا. ويذهب بعض المراقبين إلى أن ذلك قد يعكس انتقال حالة الانقسام إلى مراكز الثقل، وليس فقط إلى الأطراف البعيدة، وهو ما يزيد من خطورة التصدعات الداخلية التي تتسع يوماً بعد آخر.
غياب الموقف الرسمي
حتى الآن لم يصدر أي تعليق رسمي من قيادة الدعم السريع حول الواقعة، ما يفتح المجال أمام التكهنات بشأن عمق الأزمة. ويرى خبراء أن هذا الصمت قد يكون محاولة لاحتواء التداعيات ومنع تفاقمها، غير أن انتشار الأخبار وتداولها الواسع سيجعل من الصعب التعتيم عليها.
تأثير محتمل على العمليات العسكرية
يرجح محللون أن استمرار مثل هذه الحوادث سيضعف قدرة مليشيا الدعم السريع على مواصلة عملياتها العسكرية، لاسيما في ظل الحاجة إلى انسجام داخلي وانضباط صارم لقيادة جبهات القتال. كما أن حالة الانقسام ستنعكس على الروح المعنوية للمقاتلين، وتزيد من العزلة السياسية والعسكرية للمليشيا أمام المجتمع الدولي.
أزمة الروح المعنوية وفقدان الحاضنة الشعبية
تقرير المراقبين يشير إلى أن الدعم السريع يواجه تراجعاً كبيراً في الروح المعنوية لعناصره، مع تصاعد الشكوك حول مستقبل المليشيا كقوة موحدة. إضافة إلى ذلك، فإن فقدانها للدعم الشعبي في مناطق النزاع، بسبب ممارساتها وانقساماتها، يعمق أزمتها الداخلية ويضعف قدرتها على الاستمرار ككيان منظم.
حادثة مفصلية في مسار الصراع
تبقى حادثة تصفية قائد الدعم السريع على يد عناصره واحدة من أبرز الشواهد على الانقسامات الداخلية التي تضرب جسد المليشيا. ويرى محللون أنها قد تمثل نقطة تحول في موازين الصراع بالسودان، خاصة إذا تكررت مثل هذه الحوادث بشكل أوسع، ما قد يؤدي إلى تسريع وتيرة الانهيار الداخلي.