اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٥ أيار ٢٠٢٥
(وكالات)- نبض السودان
في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية اليوم الاثنين عن إطلاق برنامج جديد تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، يقضي بمنح المهاجرين غير الشرعيين ألف دولار كمساعدة مالية بالإضافة إلى تذكرة سفر مجانية، في حال وافقوا على مغادرة الولايات المتحدة طوعًا ضمن ما يعرف بسياسة 'الترحيل الذاتي'.
الترحيل الطوعي مقابل دعم مالي
ويأتي هذا الإجراء ضمن جهود إدارة ترامب المتجددة لتقليص أعداد المهاجرين غير النظاميين داخل الأراضي الأمريكية، في ظل تصاعد حدة الخطاب المناهض للهجرة من قبل التيار الجمهوري المتشدد. وبحسب بيان وزارة الأمن الداخلي، فإن الهدف من هذا البرنامج هو خفض تكاليف الترحيل القسري التي تتحملها الحكومة الأمريكية، والتي تصل حاليًا إلى 17 ألف دولار لكل شخص يتم ترحيله عبر الطرق القانونية والإجبارية، وتشمل نفقات الاحتجاز والنقل والإجراءات القضائية.
سابقة جديدة في سياسة الهجرة الأمريكية
ويمثل هذا العرض أول مرة تقوم فيها الإدارة الأمريكية بعرض أموال نقدية مباشرة للمهاجرين مقابل مغادرتهم، وهو ما أثار ردود فعل واسعة بين النشطاء الحقوقيين، وبعض أعضاء الكونغرس، ووسائل الإعلام.
وقالت الوزارة إن تكلفة المنحة وتذكرة السفر معًا تقل بكثير عن التكاليف المرتبطة بالاعتقال والترحيل، ما يجعل من البرنامج خيارًا اقتصاديًا للحكومة. كما أشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات الجديدة التي تسعى لفرض سيطرة أشد على ملف الهجرة.
تهديدات ومناورات سياسية
وكان ترامب قد حاول سابقًا دفع المهاجرين للمغادرة طوعًا عن طريق التهديد بغرامات باهظة، وإجراءات عقابية تشمل سحب الوضع القانوني، وإحالتهم إلى مراكز احتجاز مثيرة للجدل مثل سجن غوانتانامو أو الترحيل إلى دول معروفة بانتهاكات حقوق الإنسان مثل السلفادور.
وذكرت تقارير إعلامية أمريكية أن هذه السياسة تحمل في طياتها أبعادًا انتخابية واضحة، حيث يسعى ترامب لكسب دعم القاعدة الجمهورية المناهضة للهجرة غير الشرعية، في إطار استعداداته للعودة إلى البيت الأبيض خلال الانتخابات المقبلة.
مقارنة مع عهد بايدن
وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الأمن الداخلي، فإن إدارة ترامب رحّلت 152 ألف مهاجر منذ 20 يناير، وهو رقم أقل من عمليات الترحيل التي تمت في الفترة ذاتها من العام الماضي تحت إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن، والتي بلغت 195 ألف حالة بين فبراير وأبريل.
ويأتي هذا التناقض في الأرقام ليثير تساؤلات حول فعالية سياسات ترامب مقارنة بسلفه بايدن، خاصة أن ترامب تعهد مرارًا خلال حملته الانتخابية بترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، إلا أن ذلك لم يتحقق على أرض الواقع حتى الآن.
انتقادات حقوقية وتحذيرات قانونية
وقد أثار الإعلان عن هذه الخطوة موجة من الانتقادات الحقوقية، حيث اعتبرها البعض نوعًا من 'الطرد الناعم'، الذي يُغلف بالإغراء المالي، ويهدف إلى دفع الفئات المستضعفة للمغادرة دون المرور بالإجراءات القانونية المعتادة.
بينما رأت بعض المنظمات أن هذا العرض قد يشجع على الانتهاكات، حيث يمكن أن يتعرض المهاجرون للضغط من قبل السلطات للقبول بهذا الخيار دون معرفة حقوقهم أو استشارة قانونية.
خلط بين الاقتصاد والسياسة
ويُلاحظ أن السياسة الجديدة تمثل تحولًا في خطاب ترامب من المواجهة إلى الحوافز، إذ سبق له أن تبنى نهجًا عدائيًا صريحًا ضد المهاجرين خلال ولايته الأولى، شمل بناء الجدار الحدودي، وتشديد قوانين اللجوء، وفرض قيود على تأشيرات العمل، ولكن يبدو أن الوضع الآن يتحرك نحو استراتيجية 'الخروج الطوعي مقابل المال'.
ويرى محللون سياسيون أن ترامب يسعى بهذه السياسة إلى تحقيق مكاسب مزدوجة: تقليل التكلفة المالية على الحكومة من جهة، وتقديم نفسه كصاحب رؤية 'حازمة واقتصادية' في التعامل مع الهجرة من جهة أخرى.